طرق وطرائق جمع وتفسير

طرق وطرائق جمع وتفسير

طرق وطرائق جمع وتفسير
هذا المقال سبب تأليفه هو أن أحد الأصدقاء طرح سؤالا هو:
طرائقا متنوعه فى التدريس أو طرق متنوعه أيهما أصح ؟
ومع أن أى معلم لغة عربية سيقوم بالقول أن السؤال غلط كتابة طبقا لتعليمات التوجيهات اللغوية وغيرها للتالى :
لا تصح طرائقا منصوبة مع متنوعة مرفوعة
كتابة متنوعه المفروض فيها متنوعة
أداة الاستفهام تكون فى أول السؤال وليس فى أخره
ولكن طبقا للقانون العام للغات وهو:
الجهد الأدنى
وهو يعنى كل ما نطقت به صحيح طالما فهمه من حدثته بالجملة أو الجمل وإن خالف قواعد الكتابة والنحو
بالطبع الاجابات التى قرأتها فى المنشور قامت على أن مفرد طرق طريق ومفرد طرائق طريقة وأمثال تلك الأقوال
بالطبع الجمع والمفرد فى اللغة العربية ليس له قاعدة محددة عامة ولا حتى طرق محددة والحقيقة هى أنه لا توجد فى معرفة مفرد الجمع قاعدة يمكن القياس عليها
من أمثلة الجموع ومفردها :
كتب مفردها كتاب
رتب مفردها رتبة
فرغم اتحاد كلمات الجمع اختلف المفرد
ومثلا :
عظائم مفردها عظيمة
حمائم مفردها حمامة
حمائل مفردها حمالة
طوائر مفردها طائر
عقائل مفردها عقيلة
سوائل مفردها سائل
فمع اتحاد الجموع مع وزن فعائل اختلفت المفردات
ومثلا :
بنات مفردها بنت
تلميذات مفردها تلميذة
زوجات مفردها زوجة
فمع أن الكلمات جمع مؤنث سالم إلا أن المفرد مختلف الوزن وحتى كلمة بنات إذا كان أصلها بنت فلا يمكن قواعديا أو قياسيا إلا أن يكون جمعها بنتات ولكن القوم حذفوا التاء عند الجمع
ومثلا :
الفلاحون مفردها فلاح
المعلمون مفردها معلم
العالمون مفردها عالم
المهندسون مفردها مهندس
والملاحظ أن مفرد جمع المذكر السالم ليس له قاعدة فنجد المفرد على وزن فعال ومفعل وفاعل ومفعلل
ومن ثم يجوز لأى كان أن يقول أن المفرد كذا وكذا فالمهم أن يكون مفهوما لدى الناس فلو قلنا مفرد الراحمون الراحم أو الأرحم فهو صواب لقوله سبحانه :
" وهو أرحم الراحمين "
ولو قلنا مفرد الماكرين الماكر والأمكر لكان صوابا طالما فهم الناس
وكذاك الأمر فى الجموع للمفرد فيمكن القول أن جمع الكافر :
الكفار والكفرة والكافرين
ولكن المشكلة حاليا هى فى توجيهات اللغة العربية سواء فى وزارات التعليم أو فى المجامع اللغوية والتى تتدارك أخطاء أحكامها السابقة بإباحة كلمات كانت تحرم استعمالها من قبل
السؤال كان عن صحة تعبير طرائق التدريس وطرق التدريس وكلاهما صحيح طالما فهم الناس أنها أساليب التدريس على طريقة :
" لكل شيخ طريقة "
والمعروف أن أحد لم يسم أى كتاب مؤلف فى التربية الحديثة بطرائق وإنما كل الكتب سميت فى عناوينها ودواخلها أساليب التدريس بطرق التدريس
كلمة طرائق وردت فى كتاب الله فى موضعين هما :
الموضع الأول:
أخبرنا الله أنه خلق فوقنا سبع طرائق والمقصود بنى أعلانا سبع سموات شداد كما قال سبحانه:
"ولقد بنينا فوقكم سبعا شدادا"
وفسر الله الطرائق بكونها سبع سموات طباقا حيث قال :
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا"
وعليه فالطرائق المقصود بها السموات وهى طبقات أو طوابق السماء السبع
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق "
الموضع الثانى :
أخبرنا الله أن الجن قالوا :
وأنا منا الصالحون وهم المحسنون وهم أهل الإسلام ومنا دون ذلك والمقصود ومنا غير هذا والمقصود ومنا غير الصالحين وهم الفاسدين وهم الكافرين كنا طرائق قددا والمقصود :
كنا أديان مختلفة
وبألفاظ أخرى :
كنا ملل متعددة
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا "
وعليه الطرائق هنا تعنى الأديان
ومن الغريب أن كلمة الطرق لم ترد فيما بين أيدينا من المصاحف وإن كانت وردت من نفس جذر طرق :
طريقة وطريق وطريقا وطريقتكم والطريقة
والأغرب هو اختلاف مفردات الكلمات على وزن فعائل مثل :
طرائف فمفردها طرفة وطريفة
ظرائف مفردها ظريفة وظرفة
صوائف مفردها صائفة
روائب مفردها رائبة
طرائق مفردها طرقة وطريقة
الغريب أننا لو جئنا لنجعل لها قاعدة ستكون قاعدة لا يسهل نطقها وهى :
طرئف
ظرئف
صوئف
روئب
طرئق
ومن ثم المفردات والجموع وغيرها إذا أصر أى أحد على استحداث قواعد لها فسيفاجىء بأن ما استحدثه صعب النطق وهو ثقيل على الآذان ومن ثم اللغات كلها تعمل على أن تكون كلماتها سهلة النطق طبقا لقانونها العام وهو الجهد الأدنى وهو ما يفسر انقراض الكلمات الصعبة النطق من الاستعمال اليومى فلم يعد أحد يسمع كلمات كسرداحة ومستشزر ومستثفر