خرافة كسر ضلع فاطمة الزهراء

خرافة كسر ضلع فاطمة الزهراء

خرافة كسر ضلع فاطمة الزهراء
عندما يريد أحدهم أن يضل الناس ويوقع بينهم العداوة والبغضاء فإنه يؤلف أى كلام ويطلق اشاعة بصور متعددة ونجد أن أعظم الناس عقولا يصدقون ما يقال حتى وإن كان ما روى متعارض متناقض
وقع هذا فى عهد النبى(ص) فاللص المجرم أطلق الاشاعة هو وأصحابه وداروا يحكون للنبى (ص) والمؤمنين فصدقوا الحكايات لأن المجرم يعلن أنه مؤمن مثلهم بينما من اتهمه كافر ومع إنكار الكافر فلم يتوقف النبى(ص) والمؤمنين عن تصديق المجرم لأنهم ظنوا فيه ظنا حسنا وأعلم الله نبيه(ص) أن دفاعه عن المجرم باطل هو والمسلمين وأن المجرم الذى ارتد عن دينه هو اللص بينما الكافر برىء وفى هذا قال سبحانه :
"وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ"
خرافات الخلاف بين الصحابة ووقوع حروب وقتل وتعذيب فيما بينهم مهما ذكرت فى كتب يسمونها الصحاح كاذبة والمسلم عليه أن يكذبها لأنه هناك نصوص فى القرآن تقضى على كل ما فيها من أكاذيب مثل :
قوله سبحانه:
" رضى الله عنهم ورضوا عنه "
وهو قول معناه أنهم ظلوا حتى وفاتهم مسلمين لم يفعلوا ما قيل أنهم فعلوه من مخازى ومصائب لا يمكن أن يصدقها سوى من فقدوا عقولهم ولم يفكروا
المطلوب منك أيها المسلم أن تلغى عقلك وتصدق الروايات وتكذب ربك مطلوب منك أن تصدق أن قدامى الصحابة عصوا الله من خلال ما أسموه الكفار المبايعات حيث اجتمع نفر قليل واختاروا أحدهم ثم واحد أجبر البقية على اختيار واحد من ستة ثم واحد بايعه بعض وترك البعض مبايعته
مطلوب منك أن تلغى عقلك وتصدق أنهم خالفوا وعصوا قوله تعالى :
"وأمرهم شورى بينهم "
فالشورى عامة ولا يمكن أن تكون مقصورة على عدد قليل ولو كان هذا العدد المهاجرين والأنصار
مطلوب منك أن تلغى عقلك وأن تصدق أن معاوية حارب على وتولى الخلافة هو أولاده من بعده مع وجود نص يمنع تولى من أسلموا بعد فتح مكة أى منصب فى الدولة المسلمة فى ظل وجود المؤمنين المجاهدين قبل الفتح وأن تصدق أن الصحابة تركوه وأولاده يتوارثون الخلافة دون أن يقاتلوه ويقتلوه
النص هو قوله سبحانه :
"لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا"
نصوص صريحة فى كتاب الله ولكننا نقرئها دون وعى ودون توقف عندها ونقرأ نصوص روايات متعارضة ونصدقها ونؤمن بهذه الخلافات الكبرى
هذه مقدمة لابد منها قبل تناول خرافة كسر ضلع الزهراء
بالطبع كتب السنة والشيعة وغيرهم فى الموضوع وكل ما كتبوه كان هو تناول روايات الحكاية من خلال اعتبار أسانيدها ضعيفة ومنكرة وأنها لا توجد فى كتب السنة والشيعة المعتبرة وإنما وردت الحكاية فى الكتب المتأخرة والتى ألفت بعد القرن الثانى والثالث الهجرى ولم ترد فى كتب السنة الستة ولا فى كتب الشيعة الأربعة المعتبرة عند الفريقين
الفريق السنى ينكر كله وقوع ضرب عمر أو قنفد لفاطمة وكسرهم أحد أضلاعها والفريق الشيعى العديد من كباره أنكروا وقوع هذه الحكاية فى القديم والحديث والكثير منهم صدقوه
بيان التعارضات بين الروايات أو بينها وبين القرآن وهى :
التعارض الأول:
من الضارب ؟
فى العديد من الروايات نجد أن من ضرب فاطمة هو عمر بن الخطاب كما فى الروايات التالية:
قال ابن أبي دارم المتوفى سنة 352 : « إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن » [ ميزان الاعتدال 1/139 "
- قال إبراهيم ابن سيار النظام المتوفى سنة 231 : « إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح عمر: احرقوا دارها بمن فيها، وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين» [ الملل والنحل: 1/59، الوافي بالوفيات: 6/17]
وروى: "إن عمر ضرب فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها! وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"!! (رواه عنه الشهرستاني في الملل والنحل ج1 ص59 والصفدي في الوافي بالوفيات ج6 ص17)
في كتاب « سليم بن قيس »ما ملخصه:
طلب عمر بن الخطاب الحطب وجعله على الباب ثمّ احرق الباب ورفس الباب برجله وكانت فاطمة خلف الباب فعصرها بين الباب والجدار ، فقالت فاطمة : يا أبتاه يا رسول الله ، ثمّ ضرب عمر فاطمة بغمد السيف وركزه في جنبها ، فصاحت فاطمة ، ثمّ ضربها بالسوط على عضدها وكانت فاطمة تصيح : وا أبتاه. وحين وجأ عمر جنبيها نادت وا أبتاه. وحين ضرب ذراعها نادت يا رسول الله لبئس ما خلفك به ..."
وهو ما يعارض أن الضارب هو قنفد العدوى في الروايات التالية:
روى عن ابن قتيبة:«إن محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي»المعارف لابن قتيبه كما عنه ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب 3/358."
وجاء في كتاب سليم بن قيس:فألجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة
وجاء في الاحتجاج ، وفي مرآة العقول: هذا الحديث: فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط... إلى أن قال: فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها، فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها
روى محمد بن يعقوب الكليني بسند صحيح عن الامام الكاظم في باب مولد الزهراء الحديث الثاني: إِنَّ فَاطِمَةَ صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ
، والعلامة المجلسي بعد توصيفه الخبر بأنه صحيح في مرآة العقول في شرح أصول الكافي الجزء الخامس صفحة 315 يقول: إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة كانت شهيدة وهو من المتواترات، وكان سبب ذلك أنهم لما غصبوا...فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة كسر جنبها، وأسقطت لذلك جنينا كان سماه رسول الله (ص) محسنا، فمرضت لذلك وتوفيت
وهو ما يتعارض مع كونهم مجموعة فى الروايات التالية :
قال المسعودي كتابه اثبات الوصيه صفحة 122: فتوجهوا الى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى اسقطت محسنا..."
وفى رواية معارضة أن هناك ضاربين عمر وقنفد كما فى الرواية التالية:
في كامل الزيارة حديث طويل أوّله :
لما اسري بالنبي صلّى الله عليه وآله قيل له انّ الله مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك ـ الى أن قال : ـ وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقّها غصباً وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها بغير إذن ثمّ يمسّها هوان وذلّ ثم لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب. قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قبلت يا ربّ وسلّمت"
وفي هذا الحديث :
"وأوَّل من يحكم فيه محسَّن بن عليّ في قاتله ثمَّ في قنفذ فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من النار "
التعارض الثانى :
كيفية الضرب :
في ما سبق من روايات نجد عدة كيفيات متعارضة وهى :
الأولى ضرب قنفد بالسوط كما في رواية:
"وفي مرآة العقول: هذا الحديث: فحالت فاطمة بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط"
الثانية رفس عمر لها بالرجل في البطن كما في رواية:
« إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن » [ ميزان الاعتدال 1/139 "
الثالثة ضغطها خلف الباب كما في رواية :
"فألجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها"
الرابعة:أن عمر عصرها بين الباب والجدار ثم ضربها بغمد السيف وضربها بالسوط كما في رواية :
"طلب عمر بن الخطاب الحطب وجعله على الباب ثمّ احرق الباب ورفس الباب برجله وكانت فاطمة خلف الباب فعصرها بين الباب والجدار ، فقالت فاطمة : يا أبتاه يا رسول الله ، ثمّ ضرب عمر فاطمة بغمد السيف وركزه في جنبها ، فصاحت فاطمة ، ثمّ ضربها بالسوط على عضدها"
وعليه لا توجد روايات متوافقة حتى يمكن تصديقها حتى ولو بطريق الغلط
التعارض الثالث :
قنفد فهذا القنفد في رواية هو غلام عمر بن الخطاب كما في رواية:
" فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة فكسر جنبها"
وفى رواية صحابى أرسله أبو بكر كما في رواية:
"فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها، فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها"
التعارض الرابع :
الحرق فنجد روايات تقول أن عمر هدد باحراق بيت فاطمة ولم يحرقه كما في رواية :
"ذكر ابن عبد ربّه إنّ أبا بكر بعد أن أمر بجلب علي قال لعمر: «إن أبَوْا فقاتلهم»، فأخذ عمر قبساً من النار وذهبت إلى بيت فاطمة وهدّدهم بإحراق البيت إن لم يخرجوا للبيعة.
وورد في كتاب الإمامة والسياسة إنّ عمر عندما هدّد بالإحراق قيل له إنّ فيها فاطمة، فقال: وإن
وفى روايات معارضة حرق البيت ففى كتاب سليم بن القيس:
"إنّ عمر بن الخطاب نفّذ تهديده وأحرق البيت واقتحمه وبعد أن واجه مقاومة فاطمة ضربها بغمد سيفه"
لاحظ أيها القارىء الاستغفال الرجل حرق البيت ثم دخله " وأحرق البيت واقتحمه "لكى يحترق داخله ضحك على المغفلين
التعارض الخامس :
الآمر لقنفد بالضرب :
في رواية عمر من أمر بالضرب ففى كتاب دلائل الإمامة:
" أن عمر أمر قنفذ بأن يضرب فاطمة"
وفى رواية معارضة أن أبو بكر من أمر وهى :
"فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها، فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها"
التعارض السادس:
المتواجدون فى بيت فاطمة :
على وفاطمة والحسن والحسين حيث قال أبو هذيل العلاف:
«إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين»
بينما هم المقداد والزبير وجماعة من الناس كما قال عبد الحميد بن هبة اللّه المدائني المعتزلي المتوفّى عام 655 نقلا عن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري انّه قال : لما بويع لأبي بكر ، كان الزبير و المقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى عليّ ، و هو في بيت فاطمة ، فيتشاورون و يتراجعون أمورهم ، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة ( عليها السلام ) ، و قال : يا بنت رسول اللّه ، ما من أحد من الخلق أحبّ إلينا من أبيك ، و ما من أحد أحبّ إلينا قلت بعد أبيك ، و أيم اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيت عليهم ، فلمّا خرج عمر جاءوها ، فقالت : تعلمون إن عمر جاءني ، و حلف لي باللّه إن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، و أيم اللّه ليمضين لما حلف له"
وفى رواية على والعباس والزبير فقد قال ابن عبد ربه الأندلسي لدى ذكر الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر : علي و العباس ، و الزبير ، و سعد بن عبادة ، فأمّا علي و العباس و الزبير فقعدوا في بيت فاطمة حيث بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليُخرجهم من بيت فاطمة "
وفى رواية معارضة أخرى ذكر طلحة والزبير وبعض المهاجرين فقد
رَوى محمد بن جرير الطبري قائلاً : أتى عمر بن الخطاب ، منزل علي و فيه طلحة و الزبير و رجال من المهاجرين فقال : واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه"
وفى رواية على والزبير فقد أخرج عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي ـ المتوفّى سنة 235 ـ في كتابه " المصنف " ، في الجزء الثاني في باب " ما جاء في خلافة أبي بكر و سيرته في الردة " ، قال : حدّثنا محمد بن بشر ، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر ، حدّثنا زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم ، انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللّه ـ (ص)ـ كان علي و الزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللّه ـ (ص)ـ فيشاورونها و يرتجعون في أمرهم "
ولا يوجد اتفاق بين الروايات فى الرجال
ونجد روايات أخرى لم يذكر فيها الكسر ولا الحرق ولا اقتحام البيت ولكن القوم يستشهدون بها على أن فاطمة ماتت قتيلة ويسمونها الشهيدة وهى روايات استهبال فكيف تكون قتيلة وهى ماتت بعد ستة أشهر من الضرب كما فى الروايات فالقتيل يموت إما فى نفس الوقت أو بعد أسبوع أو اثنين على الأكثر ويكون فيها فاقدا للوعى أو يعانى من نزيف وهى لم تكن لا فاقدة للوعى ولا عندها نزيف عند موتها
ومن تلك الروايات :
"جاء في الاحتجاج ، روى محمد بن يعقوب الكليني بسند صحيح عن الامام الكاظم في باب مولد الزهراء الحديث الثاني: إِنَّ فَاطِمَةَ صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ
جاء في إقبال الأعمال والبحار: نص الزيارة التي يقول فيها: "الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، والمقتول ولدها"
ونجد القوم في روايات أخرى منسوبة للنبى(ص) أن الله أخبره بما يحدث لفاطمة ومنها :
جاء في الامالي للصدوق، وإرشاد القلوب للديلمي، والبحار، والعوالم: عن ابن عباس، قال : إنّ رسول الله كان جالسا إذ أقبل الحسن إلى أن قال: وأما ابنتي فاطمة…. وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقّها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها
وقال الصدوق المتوفى سنة (381 هجري) في أمالي الصدوق، المجلس الرابع والعشرون صفحة: 99 و100، وفيه رواية مفصلة عن ابن عباس عن رسول الله (ص) الى ان يقول: قال رسول الله (ص) واني لما رأيتها، ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت ارثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها وهي تنادي: وامحمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث.
وفي البحار رواية مفصّلة عن النبي صلّى الله عليه وآله يذكر فيها مصائب أهل بيته :
فَتَقدَم علي محزونةً مكروبةً مغمومةً مغصوبةً مقتولةً ، فأقول عند ذلك : اللهمّ العن من ظَلَمها ، وعاقِب من غَصبها ، وأذِلَّ من أذلّها ، وخَلّد في نارك من ضَرَب جَنْبها حتّى ألقت ولدها ؛ فتقول الملائكة عند ذلك : آمين. نقلاً عن أمالي الشيخ الصدوق"
وهى روايات كاذبة تكذب أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله كما قال سبحانه :
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
وقال الله نافيا علم الرسول(ص) بالغيب على لسان النبى(ص):
" ولا أعلم الغيب "
وقال أيضا :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وفيما أورده المؤلفون من الروايات نجد روايات تنفى تماما الضرب والكسر والحرق والاقتحام وإنما تذكر خصامها لأبى بكر بسبب الميراث منها ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة: «إن فاطمة بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر... فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته، فلم تكلّمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر ...» [صحيح البخاري: باب غزوة خيبر، صحيح مسلم : كتاب الجهاد والسير
وهذه الروايات التى تنفى تلك الحكايات تقابلها روايات تثبت حكاية كشف البيت منها :
"عن أبي بكر : « أنه قال قبيل وفاته : إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني تركتهن وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ...»[ تاريخ الطبري 3/430، العقد الفريد 2/254، كتاب الأموال لابن سلام، مروج الذهب، الإمامة والسياسة
ونجد رواية تقول أنها هجرت أى خاصمت عمر بن الخطاب وليس أبو بكر وهى :
أورد أبو بكر الجوهري (وفاة 323 هـ) في كتاب «السقيفة وفدك» :
أنّ فاطمة عندما شاهدت ما صنع القوم بعلي قالت لأبي بكر: «يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلّم عمر حتى ألقى الله"
بينما في رواية البخارى هجرت أى خاصمت أبو بكر " عن عائشة: «إن فاطمة بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر... فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته، فلم تكلّمه حتى توفيت"