الكوارث
والعذاب الأدنى
الكوارث التى يسميها البعض المصائب الكبرى أو ظواهر غضب الطبيعة كالزلازل والبراكين والعواصف ليست سوى فى الإسلام إلا العذاب
الأدنى وهو عذاب يقع فى الدنيا
وفى هذا قال سبحانه:
"ولنذيقنهم من العذاب
الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون"
وسبب إصابتنا من الله بتلك المصائب هى :
الرجوع لدين الله فهى إنذارات واشارات للناس كى يعودوا للحق الذى تركوه وبألفاظ أخرى لعلهم يطيعون وحى الله بدلا من طاعة شهواتهم وأهوائهم
وسماه الله أيضا ظهور الفساد حيث قال :
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"
وسمى الله
الكوارث :
الفتنة حيث قال :
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "
صور الفتن وهى العذاب الأدنى:
تتعدد صور الفتن وهى العذاب
الأدنى وهو الفساد وبألفاظنا نحن الخراب وهى تظهر فى مكانين :
الأول البر
الثانى البحر
وفى هذا قال سبحانه :
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"
الصور كثيرة وقد بين الله منها عدد منها وهى :
الطوفان وهو الفيضانات
الجراد الذى يأكل الأخضر واليابس كما يقال
القمل وهى حشرات تنتشر فى الشعر
الضفادع وهى حيوانات تصدر أصوات تزعج الناس ولا تجعلهم ينامون
الدم وهو خروج سوائل حمراء قيل أنها كانت تظهر فى مياه الشرب التى يشربها آل فرعون ولكن الظاهر إصابتهم بالنزيف المتقطع
وفيهم قال سبحانه :
"وأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين"
وأيضا :
السنين ولها تفسيرات عند المفسرين وتفسيرها عندى الأمراض المعدية
نقص من الثمرات وبقصد بها انتشار الأمراض فى المحاصيل والحيوانات المرباة للأكل
وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون"
إذا الصور كثيرة
أسباب المصائب :
الغريب أن الكبار نشروا فينا أن أسباب تلك
الكوارث تعود للجهل أو للإهمال أو عدم أخذ الحذر ومن ثم سمعنا فى كارثة الزلزال المغربى أن سببه تحرك الصفائح القارية وهى نظرية فاشلة لم يرها ولم يشاهدها أحد والغريب أنها تقول بحدوث الزلازل بالقرب من حواف القارات وهو ما يتعارض مع حدوث الزلازل فى بلاد بعيدة عن الحواف أو عن الشواطىء كأفغانستان وسمعنا فى فيضانات درنة فى ليبيا أنها نتيجة الإهمال فى صيانة السدود أو نتيجة انفجار
وكل هذا الكلام لا حقيقة له وإنما هى نظريات ابتدعها الكبار لشغل الناس عن الحقيقة وهى :
أن أكثرنا مذنبون ظلمة وان هذه المصائب هى إنذارات من الله للعودة لدين الله
وهو نص قوله سبحانه :
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"
هل
الكوارث تصيب الظلمة فقط؟
الحق أن الله بين أن تلك
الكوارث وهى الفتن وهى العذاب
الأدنى تصيب الذين ظلموا كما تصيب غيرهم من الأبرياء
وفى هذا قال سبحانه :
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"
إذا هذا
الكوارث هى فتنة أى ابتلاء أى اختبار بالشر لمن يعيش بعدها لعله يهتدى ويعود إلى دين الله وفى هذا قال سبحانه :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وهذه الآية رد على من أنكروا وجود الله الذين يقولون أن الله ظالم إن كان له وجود تعالى عن ذلك علوا كبيرا
والمنكرون لله يقولون أن الله يعاقب الأبرياء مثل الأطفال ومثل البهائم والطيور التى تموت فى تلك الكوارث
والحق أن ما يحدث للأبرياء المقصود منه اختبار الناس أيطيعون أم يكفرون
والأبرياء من المؤكد أنهم يموتون فى تلك الأحداث ولا يشعرون بألم أو وجع ويحاسبهم الله على نياتهم وعملهم الحسن بعد الموت فكما قيل :
يميت الجميع ويحاسبهم على ما ماتوا عليه وهو أديانهم التى ماتوا عليها
الحقيقة أننا لا نستطيع أن نتكلم عن عدل الله فى الدنيا بشمول تام لأننا لسنا الله حتى تظهر كل الحقيقة ولكن المؤكد أن الله عدل لا يظلم أحد فى الدنيا ولا فى الأخرة فمثلا نحن لا نعرف عدد النعم التى أعطاها الله لكل فرد فى دنياه سواء مات صغيرا أو كبيرا كما لا نعرف عدد النقم التى أصابه بها فى الدنيا
والدنيا هى دار اختبار ولذا لزم أن يكون فيه الخير والشر يصيب الناس وإلا كيف يتبين أيهم أحسن عملا كما قال سبحانه :
"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والمنكرون لوجود الله لا يفهمون تلك النقطة وهى أن حرية المشيئة وهى حرية الإرادة لاختيار الخير والشر هى السبب فى وجود الشر والخير فى الدنيا فلو أن الله أعطى الناس كلهم الخير وجعلهم واحد فى الصحة والمال وغير هذا فلن يكون هناك حرية اختيار
هل يمكن التصدى للعذاب
الأدنى :
فى قنوات التلفاز أو الإذاعات أو الكتب أو الصحف والمجلات كثيرا ما تجد كلام عن أن البشر سيمكنهم التصدى لكوارث الطبيعة بألفاظهم وهى عقوبات الله فى الحقيقة
حاولت اليابان منذ عقود أن تتلافى أثار الزلازل بعمل زنبركات ضخمة من المعادن تحت العمارات والبيوت ومع هذا عاقبهم الله بزلزالين أحدهما الأخير فى 2011 م والمسمى توهوكو كانت نتائجهم أضخم وأكثر عددا فى البيوت المهدمة وأكثر عددا فى الموتى والجرحى والمفقودين
الدولة الأعظم قوة حاليا الولايات المتحدة مع قوتها ومواردها لا تستطيع ايقاف العواصف المدمرة التى تضربها سنويا وما اعصار كاترينا المدمر من عقود ببعيد
لا يوجد أحد مهما بلغت قوته أو علمه يقدر على أن يتصدى لأى عقوبة من الله إلا عن طريق طاعة وحى الله فلا نجاة من عقاب الله إلا بالله والمقصود إلا بطاعة وحى الله كما قال سبحانه :
"لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"
إذا لا ملجأ من الله إلا إليه
وبالطبع تتكرر عقب كل مصيبة نفس كلمات التى تكذب وحى الله عن السبب وعن علاج المشكلة
يمكن مثلا فى الحالة المغربية بناء البيوت خارج المناطق الجبلية ويمكن فى الحالة الليبية بناء سدود جديدة ومدن جديدة.................
ولكن التوقف الإلهى عن اختبارنا بالمصائب الكبرى هو توقف مؤقت فطالما استمررنا فى حياة الذنوب التى لا تنقطع وتزيد معناه أن المصائب ستصيبنا فى المستقبل كإنذار لنا للتوقف عن ارتكاب الذنوب
إن المصائب الكبرى التى تعم مناطق واسعة مثلها المصائب الصغرى فى البيوت فمثلا نحن نتعامل مع ظهور النمل فى البيت أو كثرة الذباب او البعوض على أن سببه عدم نظافة البيت ونتعامل على أساس رشه بالمبيدات ولكن الحقيقة التى نغفل عنها أن ظهور تلك الأشياء هو إنذار من الله لنا أننا كأهل البيت نرتكب ذنوب يجب التوقف عنها
الكوارث والعذاب الأدنى
العرض الشجري