الإفطار فى دين الله

الإفطار فى دين الله

الإفطار فى دين الله
الإفطار فى المعنى الشائع يطلق على :
أول وجبة طعام فى ليل رمضان
وهذا المعنى غير موجود فى كتاب الله فمشتقات كلمة فطر تدور فى القرآن حول معنيين :
الأول الخلق والإنشاء كما فى قوله سبحانه :
" فاطر السموات والأرض"
الثانى الدين كما فى قوله سبحانه :
" فطرة الله التى فطر الناس عليها "
والمعنى الشائع وهو الأكل فى أول الليل جاء فى الروايات وهو أمر غريب ألا يأتى المعنى فى القرآن ويأتى فى الروايات
ومنْ الروايات التى ورد فيها بهذا المعنى:
{إذا أقْبل اللّيْل منْ هاهُنا، وأدْبر النّهارُ منْ هاهُنا، وغربت الشّمْسُ، فقدْ أفْطر الصّائمُ}
فالافطار فى رمضان يكون ليلا بعد الغروب بقليل وهو ليس متعلق بآذان الصلاة فالمفترض طبقا للروايات ألا تقام صلاة إلا بعد الأكل لأن اقامتها فى وقت الأكل يخالف أمور عدة وهى :
المواصلة والمعروف أن مواصلة الصوم بعد الليل حرام لأن الصوم يكون نهارا فقط لقوله سبحانه :
" ثم أتموا الصيام إلى الليل "
فأول الليل هو أخر الصوم وبداية الأكل والشرب
أن من حضره الطعام لابد أن يأكل قبل أن يصلى حتى لا ينشغل بالطعام والشراب فى الصلاة
وهو الرأى الوارد فى رواية :
"لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان" رواه مسلم.
وايضا :
" إِذَا قُدِّمَ العَشَاءُ، فَابْدَؤُوا به قَبْلَ أنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ المَغْرِبِ، ولَا تَعْجَلُوا عن عَشَائِكُمْ. "
وفى الإطار عدة مسائل ذكرها أهل الفقه وهى :
الأولى :
حرمة الفطر فى نهار رمضان للقادر وهو السليم من المرض والمقيم الذى لا يسافر طيلة اليوم وما نعتبره سفر حاليا للعمل ليس سفرا فالسفر المفطر هو ما كان طيلة النهار أو الجزء الأكبر منه
وفى هذا قال سبحانه محلا الفطر فى نهار رمضان للمريض والمسافر :
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "
الثانية:
حرمة الفطر فى صوم النذر الصحيح دون سبب من أسباب الفطر المعروفة وهى المرض وهو يشمل فيما يشمل الحيض والنفاس والسفر
الثالثة :
وجوب الفطر وهو الأكل بعد انتهاء الصوم فلا يحل لأحد أن يصوم تطوعا كما هو الشائع بين الناس إلآ من نذر نذرا فقط لأن الصوم يقلل الثواب فصوم النهار كله بعشر حسنات بينما لو أكل مرتين وشرب شربتين من الحلال فهو يحصل على أربعين حسنة وفى هذا قال سبحانه :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
وكل ما ورد من روايات ترغب فى الصوم وتعظيم أجره مخالف لكتاب الله لم يقل منه النبى(ص) أى شىء وفيما يبدو أن الأغنياء اخترعوا تلك الروايات حتى يسهلوا على أهل الفقر والحاجة عدم الأكل والشرب مثلهم ومن ثم لا يثوروا على نهب أموالهم بأعذار وحجج كلها تعارض كتاب الله
الرابعة :
وجوب فطر المريض فى نهار رمضان حفاظا على صحته وحرصا على شفاءه من خلال تناول الأدوية وكذلك المسافر يستعين بالطعام والشراب على مواجهة متاعب السفر وهى متاعب جسدية فى المقام الأول والأخير وأقلها هو :
تكسير فى الجسد من كثرة السير أو من كثرة الجلوس وعدم الحركة لأن المسافر لا يغير وضعه الجسدى إلا نادرا فى أثناء الركوب
الخامسة :
حرمة صوم المضيف فى وجود الضيوف وهى مسألة بناها أهل الفقه على روايات مثل :
{وإنّ لزوْرك عليْك حقًّا}
ومثل:
{منْ كان يُؤْمنُ باللّه والْيوْم الآْخر فلْيُكْرمْ ضيْفهُ}
بالطبع لا يحل للمضيف أن يفطر فى رمضان ولو أتاه ضيوف من سفر فالحلال له هو :
اطعامهم لكونهم مسافرين والمسافر يجب عليه الافطار فى نهار رمضان كما قال سبحانه :
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "
السادسة :
فطر الحامل والحامل تدخل ضمن المرضى لأن جسدها يصاب بالضعف وهو :
المرض كما قال سبحانه :
" حملته أمه وهنا على وهن "
السابعة:
الفطر محرم فى أثناء صوم الكفارة وصوم الكفارة متعددة منه ثلاثة أيام كما فى كفارة اليمين ومنه عشرة أيام ككفارة عدم وجود هدى مع الحاج ومنه الشهرين كما فى حكم القتل الخطأ والظهار
وصوم الكفارة ينقطع إذا كان الفطر لغير العذرين :
المرض والسفر
مثله مثل صوم رمضان
وأما إذا كان بعذر من الاثنين فهو لا ينقطع لأن الله لا يعسر على الناس وييسر عليهم كما فى قال فى فطر المريض والمسافر :
"يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
الثامنة:
قضاء الفطر والمقصود :
أن من أفطر فى نهارات رمضان يوما أو أكثر عليه أن يقضى تلك الأيام فى أيام أخرى من شهر أخر
وفى المعنى قال سبحانه:
"فعدة من ايام أخر "
وفى القضاء لا يشترط أن يكون القضاء متتابعا أو غير متتابع وإن كان الأفضل أن يكون متتابعا حتى لا يحدث تغيير فى الجسم نتيجة التبديل بين الصوم والفطر
كما يستوى المفطر بعذر من الاثنين مع المفطر عمدا فى القضاء ولكنه يزاد على المفطر عمدا كفارة أخرى وهى اطعام مسكين ثلاث وجبات مكان كل يوم فطره كما قال سبحانه :
"فعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ"