مراجعة
لكتاب قبعات التفكير الست
الكاتب هو إدوارد دى بونو وهو طبيب نفسى وكعادة الغربيين يقوم أى مخبول أو مسطول باختراع أى شىء المهم أن يكون غريبا لأن الواقع يثبت أن أكثرية الناس لا تهتم بالحق ولا العدل وما يجذبها هو :
غرابة ما يقال
انظر إلى الناس فى المعابد أيا كان اسمها ينصتون باهتمام عندما يتحدث الواعظ أو القس أو الكاهن عن حدوث المعجزات أو غرائب وتجد كلمات تتصاعد هناك وهناك مادحة المتكلم أو تجد صمت رهيب بحيث لو وقعت إبرة كما يقال لسمع رنينها رغم صغرها
فى الغرب كتب وأفلام ومسلسلات الخرافات والأسماء الغريبة هى الأكثر مبيعا ومشاهدة
والمقلدين لهم من أبناء منطقتنا يقومون بترجمة تلك الكتب مع أنها خاوية المضمون تقريبا لا تفيد أحد ومع هذا تجد تلك الكتب مع كتب الروايات الغريبة هى الأكثر مبيعا وقراءة لأن تلك الكتب التى يسمونها بكتب البرمجة العصبية أو التنمية الذاتية تمنح الشباب أملا زائفا فى الحصول على وظيفة أو تمنحه أملا لكى يقوم بمغامرات
وكما قال المثل :
الغريب يتعلق بقشة
العنوان الغريب
قبعات التفكير هو ما يشد انتباه القارىء فيحسب أن الكاتب اكتشف ما لم يكتشفه أحد من قبل ويتفاجىء ان الكلام هو نفسه الكلام القديم الذى قرئه فى كتب أخرى ولكن بمسميات أخرى
الكاتب فى كتابه جمع أجزاء متفرقة وليست كاملة من المنهج العلمى فالقبعة البيضاء تمثل :
الحيادية العلمية وكما علمنا الغرب أن الحياد شرط أساسى فى العلم ولكن عندما ننظر إلى علوم الغرب لا نجد أى حيادية إلا نادرا فالعلم مسخر من أجل مصالحهم فقط
والقبعة الزرقاء تمثل تنظيم الموضوع وهو ما سماه دى بونو تنظيم
التفكير من أجل الوصول إلى المطلوب وهو ما يذكرنا فى علم النفس والتربية بطرق تدريس مثل حل المشكلات والعصف الذهنى
وأما القبعة الخضراء عنده فتمثل الابداع وهو ابتكار أمور أو حلول جديدة كما يقال والحقيقة :
لأنه لا وجود للجديد فى حياتنا فكل ما نفعله أو نقوله سبق وأن فعلته البشرية وقالته فى عصور سابقة ولذا قال الشعراء :
ما أرانا نقول إلا معاراً *** أو معاداً من قولنا مكرورا
فطبقا لعلوم الآثار القديمة نجد الحواسب والطائرات والصواريخ والمصابيح والبطاريات وغيرها مرسومة فى تلك الآثار التى سيان عندى أن تكون حقيقية أو مزورة زورها ملاحدة الغرب فى أيام الاحتلال والغريب أن معظمها فى مناطق خارج نطاق الكتل السكنية وهو ما يعنى سهولة تزويرها والأغرب أن بعثات الغرب وحدها هى من تأتى لتكتشف آثار بلادنا وبلاد غيرنا وكأن معها خرائط وخطط زمنية لكى تكتشف تلك الاثار بينما أهل البلاد أنفسهم والمفروض أن أجدادهم من صنعوها لا يعرفون شىء
والقبعة الصفراء ومعها القبعة السوداء تمثلان المقارنة بين المزايا والأضرار فالصفراء تبين المزايا والفوائد فى الموضوع أو الشىء بينما السوداء تمثل الأضرار والأذى فى الموضوع
سؤال قديم فى التعليم يقول قارن بين شيئين واذكر عيوب وفوائد كل منهما
ومن ثم الرجل لم يأت بشىء جديد من عنده
القبعة الأخيرة وهى القبعة الحمراء تمثل المشاعر والعواطف والكاتب يحاول جرنا إلى الاحتكام لها
كلام قديم فى التعليم سموه بأسماء مختلفة مثل الوجدانيات والعواطف والغرض منه تحويل مشاعر الطلاب من الحب للكره أو من الحزن للسعادة وما شابه
دى بونو يشبه طباخ عرف أكلة معروفة ولكى يروج لمطعمه غير اسم الأكلة من الاسم المعروف إلى اسم غريب لكى يجمع نقود من المغفلين الذين اشتروا كتابه والذين ترجموه
فى النهاية الكتاب لم يقدم جديدا فى
التفكير ولا فى التعليم وإنما أتى ببعض من القديم وغيره اسمائه فبدلا من الحيادية القبعة البيضاء وبدلا من المقارنة بين مزايا وعيوب شىء أو سيئين سماها القبعات الصفراء والسوداء وبدلا من حل المشكلة أو النقاش حولها سماها تنظيم التفكير
دى بونو لم يقدم جديدا سوى الترويج لأخطاء وخرافات منها :
أن المشاعر والعواطف قد تؤدى لحكم صحيح كما فى قوله :
" إن ارتداء القبعة الحمراء يتيح للمفكر القول هذا شعورى حول الموضوع وكذلك تضفى شرعية للعواطف والمشاعر والأحاسيس كجزء مهم فى
التفكير وتجعل القبعة الحمراء الأحاسيس مرئية بحيث تصبح جزء من خريطة
التفكير ونظام القيم الذى يحدد الطريق على الخريطة كما تعطى القبعة الحمراء الطريقة السهلة للمفكر للتحول من حالة الشعور وإليها بطريقة تتعذر دون اللجوء إلى مثل هذه الوسيلة وتتيح القبعة الحمراء للمفكر أن يستكشف مشاعر الآخرين عندما يطلب رأيهم باستخدامها وعندما يستخدم المفكر قبعة حمراء فلا داعى إلى محاولة وضع تبريرات للمشاعر أو أسس منطقية لها وتتضمن القبعة الحمراء نوعين من الشعور الأول العواطف التى ص115 نعرفها مثل الخوف والكره حتى الشك والثانى الأحكام المعقدة التى تتدخل فى المشاعر والأحاسيس مثل الحدس والحس الداخلى التذوق الإحساس تذوق الجمال وأنواع غير مرئية من الأحاسيس ويندرج ضمن قبعة
التفكير الحمراء أى إحساس يمكن قياسه ص116
هنا يروج الكاتب للهوى النفسى أن يكون حكما فى بعض الموضوعات وهو ما يتعارض مع قبعته البيضاء التى تطلب الحيادية بينما المشاعر ليست حيادية وفى هذا قال :
"خلاصة القول إن المهم هو الموقف الذى يتخذه المرء فى أثناء النقاش أو حل المشكلة فعند ارتداء القبعة البيضاء يضع المفكر فقط عبارات محايدة وغير منحازة وتعرض الحقائق فقط ولا تستخدم لتأييد وجهة نظر ضد أخرى فإذا استخدمت إحدى العبارات الحقيقية من أجل توضيح أو إثراء وجهة نظر أخرى تصبح مشكوكا فيها وتكون قد خرجت عن قوانين لعبة القبعة البيضاء ص64
أن القبعة السوداء تبرز العيوب بناء على قياس الشىء بالماضى وهو قوله :
" يقوم تفكير القبعة السوداء بمقارنة فكرة ما مع الماضى بمعرفة مدى التطابق لما هو معروف مسبقا كما يمكن أن يسلط الضوء على فكرة فى المستقبل لمعرفة ما سيحدث من أخطاء أو فشل ص153
بالطبع المقارنة لا تقوم على مقارنة الشىء بالماضى وإنما تقوم على معارف الإنسان فى حياته وهو ما أسموه الخبرة فهو يقوم بناء على خبرته بالشىء فى إبراز عيوبه التى قد لا تتعلق بشىء فى الماضى وإنما بأمور حقيقية موجودة فى الشىء وقد تقوم على المشاعر وهى الأهواء فأنا لأنى أكره هذا الشى لذا أخرج فيه كما يقال القطط الفطسه وهى ما يمثل السواد وقد تقوم على المصلحة الشخصية فلأنى أتضرر من وجود هذا الشىء فأنا أبين عيوبه بالباطل
بالطبع الشاعر القديم بين هذا المبدأ حيث قال :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
وأما القبعة المناقضة لها وهى الصفراء فتدعو هى الأخرى للنقيض وهو ابراز المزايا وهى الفوائد والمنافع حيث قال :
"يبحث تفكير القبعة الصفراء عن القيمة والفائدة ويشجعها كما يطرح مبدأ التفاؤل ولكنه لا يتقيد به شريطة تحديد أنواع التفاؤل الأخرى وهو تفكير بناء وتوالدى وتصدر منه المقترحات الملموسة والعملية حيث يجعل الأشياء تعمل وهدف قيمة
التفكير الصفراء هو الفعالية والبناء وعلاوة على ذلك فهو تأملى وتدبيرى وينتهز الفرص ويبحث عنها ص183
ومن كلامه السابق يتضح أن العملية ليست تفكير وإنما انتهاز للفرص واشاعة للتفاؤل حتى وإن لم يكن فى الحقيقة شىء حقيقى يبعث على ذلك
وهو ما سماه الشاعر عين الرضا
وجود حياد حقيقى وقد مثل الرجل للحيادية بالحاسوب بأنه هو من يعطى البيانات والاحصاءات والمعلومات حيث قال :
"تصور جهاز كمبيوتر يعطيك الحقائق والأرقام التى تطلبها فالكمبيوتر محايد وموضوعى وغير متحيز ولا يطرح تفسيرات أو آراء عندما يرتدى المفكر قبعة تفكير بيضاء فعليه تقليد الكمبيوتر يتوجب على طالب المعلومات أن يستخدم أسئلة محددة ومركزة للحصول على معلومات أو لتعبئة فجوات المعلومات "ص83
الكاتب هنا يستعبط علينا فهو يبين لنا ما لا وجود له فالحاسوب ليس كائنا حياديا لأن من يغذيه هو إنسان مثلنا له هوى سواء سمى عاطفة أو وجدان أو مشاعر .. ومن ثم لا وجود لتلك الحيادية خاصة عندما يتعلق الأمر بما يسمونه العلوم الاجتماعية كعلم النفس والتربية والاجتماع والفلسفة والمنطق وأما العلوم العملية التى يمكن بالتجربة اثباتها فهذه يمكن أن تكون حيادية ومع هذا الغرب جعل حتى بعضا من تلك العلوم غير حيادية ومن أمثلة هذا :
الماء لا طعم له ولا لون له
البقاء للأقوى
فالغرض من تلك الأقوال فى العلوم التى نسميها عملية هو معاداة الحقيقة المذكورة فى كتب الأديان والتى يثبتها الواقع ماء عذب وماء مالح وأن البقاء للكل وليس للأقوى وهو ما أخبرتنا به كتب الأديان من أن الأنواع التى خلقها الله لا تفنى قبل القيامة
بالطبع تلك المقولات التى غلفت باسم العلم الغربى كان الغرض منها اباحة إبادة جماعات من الناس كالهنود الخمر فى الأمريكتين كما يقال وإباحة قتل المسلمين فى الأندلس وإباحة استعباد السود
وأيضا أن نعيش كالمجانين نشرب الماء ونحس بعذوبته أو ملوحته ونقول ليس له طعم والشمس نراها تدور فوق الأرض بأعيننا ومع هذا الأرض هى من تدور حول الشمس كما علمنا الغرب الملحد
فى مسألة الشمس عندما نكذب أعيننا فالمنهج العلمى لكى تعرف الحقيقة عن طريقه لابد أن نكون أعلى من الأرض والشمس لكى نعرف من يدور حول من وهو أمر لم يتوافر لأحد من البشر ومع هذا يجعلون ذلك حقيقة علمية تدرس فى كل دول العالم دون أى وعى
إن الغرب يريد من الناس أن يكونوا مجرد قطيع يسير خلفهم وكله بالعلم كما يزعمون
مراجعة لكتاب قبعات التفكير الست
العرض الشجري