الألقاب فى دين الله
من الموضوعات الغريبة فى التراث موضوع
الألقاب رغم أن النص فى كتاب الله واضح فيه
أدخلنا المفسرون وأهل الفقه فى متاهة من المتاهات الكبرى فبدلا من النظر فى الجملتين الواردتين فى الموضوع
ابتكر الناس مواضيع متعددة لا أصل لها فى
الألقاب لأنهم اعتمدوا فى التعريف على كتب اللغة فى تعريف اللقب
فاللقب فى اللغة هو:
"هو ما يسمى به الإنسان بعد اسمه الأول (العلم) من لفظ يدل على المدح أو الذم لمعنى فيه، والجمع ألقاب."
واللقب حاليا يطلق على معنى :
عائلة الرجل أو المرأة
والمعنى بعيدا جدا عما قاله الله وهو :
"بئس الاسم الفسوق بعد الايمان "
فاللقب كلمة من الكلمات التى تنفى الإيمان والمقصود الإسلام عن الإنسان مثل :
الكافر الظالم الفاسق المفترى المشرك الكاذب الجبار الشقى العصى الأشقى المستكبر الحرامى اللص الزانى السارق آكل مال اليتيم آكل حق اخوته المغل
فكل كلمة تدل على البعد عن الإيمان وفعل الفسق وهو الكفر وهو ارتكاب الذنوب هى لقب .
وعليه :
الألقاب ليس كما فى اللغة فيها محمود ومذموم وإنما كل
الألقاب تدل على البئس وهو القبح وهو السوء
وقسم المفسرون وأهل الفقه
الألقاب لنوعين :
الأول:
ألقاب التشريف كألقاب السلاطين والملوك مثل :
الكامل والعادل وصلاح الدين والمعتضد بالله والمعتصم بالله وحافظ الدين ومؤيد الدولة والمعتز بالله وحسام الدين
الثانى :
ألقاب الذم مثل :
الأحمق والغبى والكلب والحمار
وقسم الفقهاء
الألقاب تقسيم أخر وهو :
الأول :
المستحب وهو المستحسن ومثلوا لذلك بأسماء :
إطلاق الصديق على أبوبكر والفاروق على عمر وذو النورين على عثمان ومولى المؤمنين وأبو تراب على على وسيف الله على خالد بن الوليد وأمين الأمة على أبو عبيدة ابن الجراح
وهى أسماء رغم شهرتها تطلق على كل المسلمين فكل المسلمين صديقين من قول " وصدق به "وكل المسلمين يفرقون بين الحق والباطل وكل المسلمين لهم نورين نور فى الدنيا ونور فى الآخرة وكل مؤمن مولى المؤمن وكل مسلم وكل إنسان أبو تراب لكون الكل مخلوق من التراب وأما سيف الله فتعبير ممنوع فى الإسلام لأنه يشبه قوة الله بقوة المحارب بالسيف أو يجعل إنسان ميت هو قوة الله وهو منهى عنه لأن الله ليس مثله شىء واسم أمين الأمة اهانة لكل الأمة لأن معناه أن الأمة كلها خونة ما عدا واحد
الثانى الاسم الجائز وهو عند أهل الفقه لا مذموم ولا ممدوح واشترطوا رضا المطلق عليه به
ومن أمثلة الجائز عندهم :
الأعمش والأعرج وابن علية
بالطبع هذه الأسماء تعتبر حاليا من ضمن ما يسمونه التنمر ولا يجب اطلاقها على أحد حتى وإن كانت تعبر عن حقيقة لأنها مهما ظننا رضا صاحبها بها فهو بينه وبين نفسه لا يمكن أن يكون راضيا عنها
كما أن تسمية الطفل أو الطفلة باسم أمها مخالفة صريحة لقوله سبحانه :
" ادعوهم لآباءهم"
وقد اعتمد أهل الفقه فى اباحتهم هذا الكلام على رواية :
"أكما يقول ذو اليدين؟"
وفي رواية:
"ما يقول ذو اليدين ؟"
والرواية ليس فيها ما يدل على تذكير الإنسان بعاهته لأن كل إنسان له يدين بالفعل وليس فيهما أى عيب فى الروايات
ومن ثم لا دليل على ما قالوه
الثالث :
حرم بعض الفقهاء بعض الأسماء وإن كان دالة على حقيقة كطول أحدهم فنقلوا أن الحسن البصرى قال :
أخاف أن يكون قولنا حميد الطويل غيبة
وحكى عن موسى بن علي بن رباح المصري قوله:
لا أجعل أحدا صغر اسم أبي في حل، وكان الغالب على اسم أبيه التصغير بضم العين .
فالناس كانوا ينادون أبوه على بالضم وليس بالفتح تصغيرا لشأنه
وحكى أهل الفقه أن هناك أسماء محرمة مثل :
ملك الأملاك
ودليلهم هو رواية:
إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك
ويحرم فى الأسماء حاليا الأسماء التى أخرها الدين كحافظ الدين وتاج الدين وحسام الدين
والسبب أن الله هو من يحفظ الدين وهو من يحميه كما قال سبحانه:
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لخ لحافظون"
والدين ليس تاج لأنه ليس ملك وإنما كلام الله
وقد شاعت فى كتب التراث تلك التسميات خاصة فيما يقولون عنه العصر العباسى الثانى فى كل المجالات وهو :
عصر كثرت فيه الهزائم العسكرية واحتلال بلادنا
وكل ما سبق الحديث عنه لا علاقة له بالألقاب فاللقب فى كتاب الله هو :
كل كلمة دلت على فسق وهى كفر الفرد ذكرا أو أنثى والكلمات المشهورة منها :
كافر وفاسق وظالم ومشرك ومفترى ومكذب وفخور ومختال وسارق وزان وقاتل
والدليل واضح فى كلام الله فالألقاب هى الأسماء الدالة على الكفر وهو الفسق بعد الإيمان وليس لها أى علاقة بما قاله الفقهاء من الأسماء المحمودة
وفى هذا قال سبحانه :
"ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان "
ومعنى كلام الله :
ولا ترموا بعضكم بأسماء الكفر قبح اللقب الكافر بعد الإسلام
الألقاب فى دين الله
العرض الشجري