![]() |
الخنزير وفهم خاطىء جديد
الخنزير وفهم خاطىء جديد
بعض الاخوة ممن يسمون أنفسهم قرآنيين يأتوننا كل فترة بتفسيرات جديدة لبعض الأمور فمن حوالى أكثر من سبعة عشر عاما كتب أحدهم وهو سامر اسلامبولى تفسير جديد للحم الخنزير وكان هو عنده : اللحم المخنزر وليس لحم الخنزير وكان التفسير : أن الله قصد اللحم الفاسد ولم يقصد لحم الحيوان المسمى : الخنزير بالقطع الخنزير المعرفة تدل على شىء معروف وهو : الحيوان ولو كان الله يقصد لحما فاسدا لقال ولحم مخنزر أو لحم خنزير وأما تعريف الخنزير فقد جعله الحيوان المعروف وهذه الآيات التى ورد فيها الاسم: قال سبحانه : "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم" وقال أيضا : "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق" وقال أيضا: "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم" وقال أيضا : إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " ولو الخنزير يعنى المخنزر كما قال فآية تحويل الله بعض بنى إسرائيل لحيوانات كالقردة والخنازير أنهت على هذا الفهم لأنهم لم يتحولوا إلى لحم وإنما تحولوا لحيوانات معروفة وفى المعنى قال سبحانه : "قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل" وفى مقال لأخر يدعى مطلق حمد تندر الكاتب وسخر من التفسير القديم دون أن يذكر دليل على ما قاله : أول شىء سخر منه هو: هو تفسيرات القدامى للمنخنقنة وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّیَةُ وَٱلنَّطِیحَةُ وَمَاۤ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ حيث قال : "لا اعرف كيف فهمَ السّادة الفُقهاء الآية التالية بهذا الشكل الغريب ..؟ .. قَٱلَ تَعَآلَێَ: {حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ لِغَیۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّیَةُ وَٱلنَّطِیحَةُ وَمَاۤ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّیۡتُمۡ." قالوا بأن الحيوان الذي يموت مخنوقاً فإنه لا يجوز أكله إلّا اذا تمكنتَ من ذبحِه قبل ان يموت.. وكذلك الموقوذة وهو الحيوان الذي يتعرض لضربة فيموت فإنه لا يجوز أكله إلا اذا تمكنت من ذبحِه قبل موته.. وهكذا مع النطيحة والمتردية وما أكلَ السبع.. طيب يا سادة يا أجلّاء يا فقهاء: الله ﷻ قبل ذِكر هذه الأصناف كلها.. كان قد حرّم عليكم أكل المَيْتة أصلاً.. فالمُنخنقة والمتردية والنطيحة والموقوذة، كلها اذا ماتت فهي حرام لأنها «ميْتة» بغضّ النظر عن سبب موتها، أو كيف ماتت!!.. فـ الميْتة عموماً مْحرّمةٌ لذاتها وليس لعلّة السبب الذي أدّى لموتها.. بمعنى: انّ الحيوان الذي يسقط من أعلى الجبل فيموت، يكون أكله حرام لأنه ميْتة، وليس لأنه تردّى من أعلى الجبل. والحيوان الذي يموت خنْقاً، فلا يجوز أكله لأنه أيضاً ميْتة وليس لأنه مات مخنوقاً.. وكذلك الحيوان الذي يتعرض للنطح فيموت، فلا يجوز أكله لأنه ميتة وليس لأن نطحةً قتَلَتْه.. مالكم كيف تحكمون؟ " الكاتب هنا سخر من التفرقة بين الميتة ومن توفيت بخنق أو وقذ أو نطح أو تردى أو نطح أو أكل الحيوان المفترس بها وهى سخرية بلا دليل لأن تلك البهائم تسمى قتيلة وليست ميتة وقد فرق الله بين الموت والقتل فقال : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" وقال أيضا : "ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون" فالميتة هى التى توفيت بميتة عادية بينما كل المذكورين توفوا بسبب خنق أو وقذ أو نطح أو وقوع من أعلى أو أكل حيوان مفترس لها وكلها ليست سببا في الوفاة العادية وثانى ما سخر منه هو تفسير ذكى فاعتبر التذكية التسمين وليس الذبح حيث قال : "وللمعلومية؛ في قوله تعالى «إلا ما ذكّيتم» ليس المعنى «إلا ما ذبحتم» كما تدّعون ذلك.. لأنّ هذا الفهم تعسُّفي وخطير جداً.. فهو يَقلب معنى الآية رأساً على عَقب ف كلمة( ذَكَى) في اللسان العربي تأتي بمعاني كثيرة.. و من أَحَد معاني ذَكَى؛ هو (سَمُن و بَدُن..) وبالتالي فإنّ كل حيوانٍ من الأنعام المُستأنَسة إذا تعرَّض للنطح أو الخنق أو الضرب أو تردّى من عُلوٍّ شاهق.. فإنّ ذبْحَهُ وأكْله قبل علاجه وتذكيته يكون حراماً.. لأنه قال (إلّا ما ذكّيتم) أي ما عالجتم و طبّبتم و داويتم.. فلا يجوز ذبح حيوان مريض أو به عِلّة في جسدِه أو يُعاني آلامًا أو هُزالًا.. قبل تذكيته ومُعالجته لانه رُبّمَا كان موبوءًا؟ فيُسَبِّب العدوۍ وينقل المرض. تخيّل أن تجد كبْشاً مخنوقاً فتأخذ سكيناً وبدلاً من أن تقطع عنه الحبل الذي يخنقه، تقوم بقطع رقبته .. يا لِجراءة هذا الفقه..!! " والكاتب يتحدث وكل كلامه ليس فيه دليل من كتاب الله وإنما دليله معنى لغوى وهو تفسير ينم عن عدم الفهم فالتذكية وهى الذبح تكون والحيوان حى وليس بعد وفاته خنقا او نطحا او وقذا أو سقوطا أو أكل الحيوان المفترس له والاستثناء هنا من التحريم ومن ثم يجب أن يكون المستثنى محلل وليس مسمن لأننا نذبح الأنعام سواء كانت مسمنة أم لا وأما ما ذكره من حكاية حرمة ذبح الحيوان المريض فهذا كلام صحيح وهو معنى " وما ذبح على النصب " والمقصود وما ذبح بسبب التعب والنصب هو التعب وهو المرض كما في قول أيوب(ص) عن مرضه : " أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب " فقد حرم الله بذلك ذبح أى حيوان مريض ودليلنا هنا من القرآن هو كلمة نصب فما حدث لأيوب(ص) كان المرض ومن ثم كلمة نصب لا تعنى البناء الذى يذبح عنده الكفار لأن هذا داخل قوله " وما أهل لغير الله به" وفسر الكاتب الخنزير بأنه مرض من أمراض الأورام وهوما نسميه حاليا السرطان حيث قال : "إنّ كل حيوان مريض أو مَوبوء، فإنه لا يحل ذبْحه إلا بعد تَذْكيته تمامًا.. فعلى سبيل المثال: لو أُصيبَت البهيمة بخِنزيرٍ في عُنُقها أو في بطنها أو سائر بدنها، فإن ذبحها و أكلها حينئذٍ يكونُ حراماً مالم نقُم بتذكيتها وعلاجها واستئصال ما بها من خنازير و أورام، حتى يَسمُن بدنها وتستعيد عافيتها.. والخِنزير كما يذكر ابن سيناء في كتابِه: «القانون في الطب» هو " ورَمٌ خبيثٌ يُصيبُ بعضَ الدَّواب فيُفسِد لحْمها، و هو ما يُعرَف لدينا بـ الخُرّاج" ولو كان المعنى كما قال لقال وخنازير اللحم وليس لحم الخنزير فهو يتحدث عن شىء مفرد والخنازير عرفها الله بكونها حيوانات مثل القردة حيث قال : " وجعل منهم القردة والخنازير" زد على هذا أنه تغافل عن أن ما يفسد لحم الأنعام أمور متعددة منها الدمامل وهى ليست خراريج والجرب والديدان |
الساعة الآن 01:47 AM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas