مملكة خواطر العشاق - اللِثامٌ في دين الله

اللِثامٌ في دين الله
اللثام هو :
غطاء يوضع على الفم والأنف وهو يستعمل من قبل الرجل والمرأة وقد اشتهر به رجال قبيلة الطوارق في المغرب الكبير بشمال أفريقيا وتستعمله النساء كنوع من الزينة أو كنوع من اخفاء العيوب
اللثام كما سبق القول يستعمل لأغراض مختلفة :
الوقاية من الرمل والغبار خاصة في الصحارى
اظهار جمال العيون
اخفاء عيب خلقى أو حادث في الوجه
التخفى عن أنظار البعض
ومن الكلمات التى تستعمل بمعناه :
القناع وهو :
هُو تغْطِيةُ الرّأْسِ وأكْثرِ الْوجْهِ بِرِداءٍ أوْ غيْرِهِ .
النقاب ومعناه هو :
تغطية الوجه عدا العينين أو عين واحدة
وقد تناول أهل الفقه بعض الموضوعات عن اللثام منها :
شدُّ اللِّثامِ فِي الصّلاةِ:
اتفق أهل الفقه على كراهية اللثام في أثناء الصلاة وشذ منهم البعض مثل :
الحسن
والحق أن اللثام قد يكون ضرورة واجبة خاصة في صلاة الجماعة إذا كان لابسه لديه مرض تنفسى معدى
ومن ثم يكون محرما في الحال العادى واما في حالة الضرورة فهو فرض لمنع إلحاق الأذى سواء كان هذا في الصلاة أو في المجالس أو غيرها
شدُّ اللِّثامِ لِلْمرْأةِ الْمُحْرِمةِ:
اتفق أهل الفقه على حرمة تغطية المرأة لوجهها في أثناء فترة الحج وأباحوا لهن :
السدل عند رؤية الرجال غضا للبصر
وقد اعتمدوا في هذا على روايات مثل :
قالتْ عائِشةُ:
كان الرُّكْبانُ يمُرُّون بِنا ونحْنُ مع رسُول اللّهِ صلّى اللّهُ عليْهِ وسلّم مُحْرِماتٍ، فإِذا حاذوْا بِنا سدلتْ إِحْدانا جِلْبابها مِنْ رأْسِها على وجْهِها، فإِذا جاوزْنا كشفْناهُ،
وقالتْ:
الْمُحْرِمةُ تلْبسُ مِن الثِّيابِ ما شاءتْ إِلاّ ثوْبًا مسّهُ ورْسٌ أوْ زعْفرانٌ، ولا تتبرْقعُ ولا تتلثّمُ وتُسْدِل الثّوْب على وجْهِها إِنْ شاءتْ
9122 - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ مَطَرٍ، حدثنا يَحيَى بنُ محمدٍ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ مُعاذٍ، حدثنا أبى، حدثنا شُعبَةُ، عن يَزيدَ الرِّشكِ، عن مُعاذَةَ، عن عائشةَ قالَت: المُحرِمَةُ تَلبَسُ مِنَ الثّيابِ ما شاءَت، إلَّا ثَوبًا مَسَّه وَرْسٌ أو زَعفَرانٌ، ولا تتَبَرقَعُ ولا تَلَثَّمُ، وتَسدُلُ الثَّوبَ على وجهِها إن شاءَت
وَلَبِسَتْ عَائِشَةُ " الثِّيَابَ المُعَصْفَرَةَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ، وَقَالَتْ: لاَ تَلَثَّمْ وَلاَ تَتَبَرْقَعْ، وَلاَ تَلْبَسْ ثَوْبًا بِوَرْسٍ وَلاَ زَعْفَرَانٍ "
1833 - حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا هُشيم، أخبرنا يزيدُ بن أبي زياد، عن مجاهد
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الرُّكبان يمرُّون بنا ونحن مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - مُحرِماتٌ، فإذا حاذَوْا بنا سَدَلتْ إحدانا جلبابها مِن رأسِها على وجهها فإذا جاوزُونا كشفناه
1833 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ»
اللثام الواقى :
اللثام المقصود به هنا :
لبس اللثام لمنع دخول الغبار والرمال الأنوف
لبس اللثام لمنع دخول غبار الدقيق في المخابز
لبس اللثام لمنع دخول غبار دراس المحاصيل المختلفة
لبس اللثام لمنع المرض المعدى
وهو أمر مباح من باب منع الأذى والهلاك وذلك من باب قوله سبحانه :
" وما جعل عليكم في الدين من حرج "
وقال :
"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
اللثام للتخفى :
يحرم على الفرد لبس اللثام للتخفى عن الشرطة هروبا من تنفيذ الأحكام الصادرة ضده
وهناك عادة التخفى من طلاب الثأر بارتداء اللثام حتى لا يعرفهم أهل القتيل وهى عادة من عادات أفراد بعض القرى والقبائل التى ما زال الثأر فيها عادة
اللثام للتزين :
بعض النسوة تقوم بلبس اللثامات والأقنعة لاظهار جمال العيون والخدود أو غيرها وهو عمل محرم طالما كان القصد منه هو :
دعوة الرجال للزنى بهن
وأما إن كان الغرض هو :
جلب الخطاب للمرأة فهو مباح ويحرم إذا جاء خاطب وخطب فيحرم عليه المخطوبة أن تفعل هذا الفعل
اللثام بين الدول :
في التاريخ في كتب الدول نجد أن دولة المرابطين التى أسستها قبيلة صنهاجة في المغرب الكبير عرفت باسم :
دولة الملثمين
والسبب أنهم كانوا يرتدون اللثام في حياتهم العامة وحروبهم
وهو ما يعنى أن الفقه في تلك الدولة أباح ارتداء الرجال للثام
والدولة التالية التى حلت مكان دولة الملثمين أو المرابطين كانت دولة الموحدين
والفقه فى تلك الدولة حرم على الرجال ارتداء اللثام
وهو ما يعنى :
أن تلك الدول التى كانت تتبع الفقه لم يكن مع أى فريق محرم أو محلل دليل وإنما الكل كان يعتمد مبدأ :
ارضاء القائد فإذا حرم حرموا وإذا حلل حللوا
اللثام كعادة:
اعتادت قبيلة الطوارق في المغرب الكبير على عادة ارتداء الرجال لوشاح طويل على الوجه وهو :
اللثام والذى اعتبر عادة لا يمكن لهم التخلى عنها ويعتبر كشف الرجل للثام أمام النساء من أهل زوجته عيب وحرام عندهم
وهى عادة سوء لأنها أصبحت مصدر لأحكام تحلل وتحرم فالطفل إذا بلغ يجب عليه لثم وجهه باعتباره عنوان الرجولة عندهم
الغريب أنهم يبيحون كشف النساء وجوههم في نفس وقت تغطية الرجال وجوههم
بالطبع اللثام إذا كان للوقاية من رمال وغبار الصحراء فاللثام مباح لبسه في تلك الحال وأما إن كان بدعوى أنه لباس شرعى فهو ليس لباسا شرعيا إلا للضرورات التى حددها الله