يوم أمس, 04:31 PM
|
|
|
|
|
الخوخ فى دين الله
الخوخ فى دين الله
هذا المقال سبب كتابته هو أننى وجدت درنتين من درنات البطاطا الحمراء أول أمس فى المطبخ وقد تم نسيان أكلهما فترة طويلة وجدت الأولى قد تحولت إلى بطاطا مفرغة بمعنى أن جلدها وحجمها كما هو ولكنها فارغة تماما من الداخل ومع هذا لا يوجد فيها أى خرم أو منفذ لخروج المادة الحمراء الصلبة التى نأكلها بعد التقشير فالموجود جلدها وقد تصلب فهى منفوخة وداخلها هواء والثانية خرجت منها جذور
تفرغ الثمرة مما بداخلها هى عملية كان يطلق عليها الآباء اسم التخويخ وهو :
فراغ داخل الشىء مع بقاء الهيكل الخارجى وهى عملية يطلقون عليها التجوف فى بعض النباتات مثل :
البوص
بالطبع لم ترد كلمة خوخ أو مشتقات جذرها فيما بين أيدينا من كتاب الله والكلمة لها استعمالات معينة وأولها وأشهرها هو :
ثمار الخوخ:
الخوخ كما يقال أهل الزراعة :
" فاكهة صيفية شهيرة تنتمي إلى عائلة الوردية، تُعرف بطعمها الحلو وعصيرها الغني، وتتميز بفوائد صحية عديدة لاحتوائها على فيتامينات ومعادن مثل فيتامين سي، فيتامين أ والبوتاسيوم تشمل فوائده تحسين الهضم، وتعزيز المناعة، والحفاظ على صحة البشرة، وتوفير مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم
يتوافر الخوخ بأنواع مختلفة، مثل الخوخ ذي القشرة الزغبية والخوخ ذي القشرة الملساء (النكتارين)، ويستخدم طازجًا أو في العصائر والحلويات "
ويطلق عليه في الشام اسم الدراق وجمعها الدراقن ويسمى في مصر الخوخ وفى بلاد أخرى الفرسك وفى بلاد أخرى الشعراء والدراقى والكرك والزعراء والزغباء والبرقوق الفارسى والتفاح الفارسى وشراب الآلهة وهى تسمية مخالفة للحق كتسمية دوار الشمس بعباد الشمس
ويقال في علم الزراعة أن "شجرة الخوخ قصيرة العمر نسبيًا، وعادةً لا يتجاوز عمرها عشرين عامًا ومع ذلك، تُعتبر ثمرة الخوخ رمزًا لطول العمر في العديد من ثقافات شرق آسيا "
الخوخة :
الخوخة هى باب صغير يكون داخل باب كبير وهو ما يسمونه البوابة ومن عاش من نصف قرن كان سيجد الخوخة موجودة في الكثير من البيوت ذات الضلفة الكبيرة الواحدة حيث يتم عمل باب صغير فيها لدخول أهل البيت والضيوف منه وذلك لأن فتح الباب الكبير يحتاج لقوة عضلية كبيرة نظرا لثقله لأن الباب كان بطول أكثر من خمسة أذرع وبعرض أكثر من أربعة وبالمقاييس الجنبية وهى المتر أكثر من ثلاثة متر طول وأعرض من مترين وسمكه أكثر من سبعة سم
ويحكى في روايات التاريخ أن أحد الملوك أحب أن ينحنى له أحدهم من منافسيه على الحكم وعرض الأمر على وزيره فأشار إلى عمل خوخة ضيقة في الباب الكبير ومن ثم كل من يدخل لابد أن يطأطأ رأسه وهو داخل منها وبالفعل تم عمل الخوخة ولكن المنافس عندما طلب منه الدخول من الخوخة فطن إلى أن المقصود منها هو :
أن ينحنى للملك كبقية من يدخلون ومن ثم بدلا من أن يدخل بوجهه دخل بظهره ثم اعتدل وواجه الملك دون أن ينحنى له بوجهه كما يفعل الداخلون من الخوخة
بالطبع الخوخ يختلف الغرض منها فخوخة الملك كان الغرض منها غرض سوء وهو :
ركوع وهو انحناء الناس له
بينما الخوخ يبدو الغرض الأساسى منها عدم فتح الأكبر وأن يدخل الداخل إلى الدار وهو ينظر إلى أسفل فلا يرى شىء من عورات الناس في الداخل حيث يكونوا قد ارتدوا ملابسهم أو قفلوا الأبواب الداخلية
وقد ورد ذكر الخوخة وهى الباب في بعض الروايات مثل :
3904 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المُخَيَّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِلَّا خُلَّةَ الإِسْلاَمِ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ» رواه البخارى
2 - (2382) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَبَكَى، فَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، قَالَ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ» رواه مسلم
والغلط فى الرواية أن النبى(ص)ليس له أخلاء وهو ما يعارض وجود أخلاء من المتقين وهم المؤمنين لبعض وهو ما أثبته الله بقوله سبحانه:
"الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
والغلط أيضا تخيير الله لرسوله(ص)بين الدنيا والأخرة وهو ما يعارض أن الله قد خير كل إنسان بينهما فاختيار الدنيا وحدها هو الكفر واختيار الأخرة هو الإيمان وهو ما أثبته الله بقوله سبحانه :
"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
الغلط الثالث أن لأبى بكر خوخة والمقصود باب فى المسجد فهل كان لكل مؤمن باب فى المسجد ؟
بالطبع لا
الغريب أن أبو بكر لم تكن داره ملاصقة للمسجد حتى يكون باب منها مطل على المسجد أو يفتح فيه وإنما المشهور أنه كان يسكن فى السنح وهو مكان فى أقصى المدينة
والأغرب أن هناك رواية معارضة لباب أبو بكر فبدلا منها يقفل الكل عدا باب على وهى :
3732 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَرَ بِسَدِّ الأَبْوَابِ إِلاَّ بَابَ عَلِيٍّ. رواه الترمذى
بالطبع المسجد كما فى روايات بنائه لم يكن فيه أبواب غير باب بيت النبى (ص) لأنه بيته كان ملاصقا للمسجد
التخويخ :
التخويخ هو تحول الشىء من حال السلامة وهو :
بقاء داخله كما هو إلى حال المرض وهو :
فراغ داخل الشىء
من أمثلة ما يخوخ :
ثمار النباتات مثل درنات البطاطا وحبات البلح التى تسمى الشيص حيث لا يوجد لحم الثمرة داخلها وإنما هى مجرد جلدة
سيقان الشجر وعروق الشجر التى تتحول إلى خشب السقف أو أعمدة للخيمة أو للدار
وهذه التفرغ قد يحدث بسبب سوس أو ما شابه ويجب علاج التخويخ فى بداياته أو التخلص من ثماره وعروقه وسيقانه بحرقها منعها لانتقال الآفة أو السوس لغيرها
ومن نصف قرن يبدو أن الآباء كان يعالجون تلك المشكلة بالتدخين حيث كان يفردون التبن أو أصلة الفول فى أرضية الحجرة ويقومون بحرقه مع قفل الأبواب وكان هذا العمل يستمر كذا يوم فيقوم الدخان بدخول خروم الخشب والقضاء على السوس والبق من خلال عدم وجود هواء أو بالأحرى أكسجين لتنفسه ومن ثم يموت وهذا هو مجرد استنتاج منى لما كان يفعلون
يحرم على الأغنياء أو على من عندهم ثمار مخوخة كالبلح الشيص وغيره التصدق به وهو اعطائه للمحتاجين إلا أن يكون طعامهم هم كما قال سبحانه :
" ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ "
ومن الروايات فى تحريم الشيص :
2987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ البَرَاءِ، {وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قَالَ: نَزَلَتْ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، كُنَّا أَصْحَابَ نَخْلٍ فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي مِنْ نَخْلِهِ عَلَى قَدْرِ كَثْرَتِهِ وَقِلَّتِهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِالقِنْوِ وَالقِنْوَيْنِ فَيُعَلِّقُهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا جَاعَ أَتَى القِنْوَ فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ فَيَسْقُطُ مِنَ البُسْرِ وَالتَّمْرِ فَيَأْكُلُ، وَكَانَ نَاسٌ مِمَّنْ لاَ يَرْغَبُ فِي الخَيْرِ يَأْتِي الرَّجُلُ بِالقِنْوِ فِيهِ الشِّيصُ وَالحَشَفُ وَبِالقِنْوِ قَدْ انْكَسَرَ فَيُعَلِّقُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} قَالُوا: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أُهْدِيَ إِلَيْهِ مِثْلُ مَا أَعْطَى، لَمْ يَأْخُذْهُ إِلاَّ عَلَى إِغْمَاضٍ أَوْ حَيَاءٍ. قَالَ: فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي أَحَدُنَا بِصَالِحِ مَا عِنْدَهُ. رواه الترمذى
بالطبع الرواية كاذبة لأنها تعارض كون المسجد للصلاة وهى ذكر الله فقط وليس للأكل ووضع الزكاة
وفى المعنى قال سبحانه :
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"
|
|