الشفةٌ فى دين الله

الشفةٌ فى دين الله
الشفاه جمع شفة وهى كلمة لم يرد منها في القرآن سوى كلمة الشفتين وتحمل الكلمة مع اللسان معنى :
مخرج الأصوات
وقد استخبر الله أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالا لبدا والمقصود أيظن أن لن ينتصر عليه أحد يقول دمرت متاعا كثيرا ؟
أيحسب أن لم يره أحد أى أيعتقد أن لم يعلم بعمله أحد؟
ألم نجعل له أى ألم نخلق له عينين أى بصرين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين والمقصود وعلمناه الطريقين طريق الحق ليتبع وطريق الباطل ليبتعد عنه؟
والهدف من التساؤلات هو اعلام النبى(ص)أن الله قادر على الانتقام من الكافر وهو يعرف بكل ما يصنعه وسيعاقبه عليه وهو قد أنعم عليه بنعم منها خلق العينين واللسان والشفتين وتعليمه طريق الخير وطريق الشر
وفى المعنى قال سبحانه :
"أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالا لبدا أيحسب أن لم يره أحد ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين "
الشفاه في الفقه :
الشفاه هى طبقا الفم من الإنسان بمعنى غطاء ما في داخل الفم من الأسنان واللسان
والشفاه لها مهام معلومة أهمها :
الأولى :
ادخال الأكل فى الفم
الثانية :
طلوع الكلمات
وقد ناقش أهل الفقخ موضوعات خاصة بالشفة منها التالى :
غسْل الشّفتيْن في الْوُضُوء :
الشفاه جزء من الوجه من خارجهما ومن ثم حتما أن يتم غسلهما بالماء اهريا
وفى المعنى قال سبحانه :
" فاغسلوا وجوهكم "
وأما باطنهما وهما داخل الفم فليس واجبا غسلهما وقد اختلف أهل الفقه في داخل الفم إلى فريقين في الحكم:
الأول الجمهور قال :
غسلهما سنة
الثانى قال :
إنّ غسْل الْفم والأْنْف فرْضٌ في الْغُسْل .
غسْل الشّفتيْن في الغسل :
يجب غسل الشفتين في الغسل ظاهرا وباطنا لأن الجنابة يشترك فيها معظم أعضاء الجسج مثل تلاقى اللسان وتبادل الريق عند التقبيل ومن ثم تجب المضمضة من الداخل ومن الخارج لقوله سبحانه :
" وإن كنتم جنبا فاطهروا "
الْجنايةُ على الشّفتيْن:
المقصود بالجناية على الشفتين هو أحد أمرين :
الأول جرحهما حيث ينزف الدم منهما
الثانى قطع بعض منهما أو قطعهما كليا
ويفترق الأمر في الحكم إن كان عمدا أو خطأ فحكم العمد :
القصاص بعد شفاء المجروح أو المقطوع ويتم فعل مثل ما فعل الجانى في المجنى عليه
التصدق وهو التنازل عن الحق كليا وفى المعنى قال سبحانه :
"وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له"
الدية إذا تناول المجنى عليه عن القصاص وهى حسب غنى الجانى
وفى المعنى قال سبحانه :
" فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة"
وقد تناول أهل الفقه الدية في الموضوع فقالوا :
"أمّا إذا كانتْ خطأً ففي قطْع كلْتا الشّفتيْن ديةٌ كاملةٌ باتّفاق أهل الفقه ، لحديث عمْرو بْن حزْمٍ وفي الشّفتيْن الدّيةُ .
والْجُمْهُورُ على أنّ في قطْع كُل واحدةٍ منْهُما نصْف الدّية منْ غيْر تفْريقٍ؛ لأنّ الْعُضْويْن إذا وجبتْ فيهما ديةٌ ففي أحدهما نصْفُ الدّية كالْيديْن والرّجْليْن .
وفي روايةٍ عنْد الْحنابلة يجبُ في الشّفة الْعُلْيا ثُلُثُ الدّية، وفي السُّفْلى الثُّلُثان؛ لأنّ الْمنْفعة بها أعْظمُ، لأنّها هي الّتي تتحرّكُ وتحْفظُ الرّيق والطّعام .."
الشّفةُ بمعْنى الشّرْب:
قال أهل الفقه أن الشفة بمعنى الشرب وقد قسموا مصادر المياه التى تشرب منها الحيوانات والناس فقالوا :
"الْمياهُ أنْواعٌ:
الأْوّل ماءُ الْبحْر...
والثّاني: الأْوْديةُ والأْنْهارُ الْعظامُ كجيْحُون وسيحُون والنّيل والْفُرات ودجْلة.....
والثّالثُ: ما يجْري في نهْرٍ خاصٍّ لقرْيةٍ، فلغيْرهمْ فيه شركةٌ في الشّفة، وهُو الشّرْبُ والسّقْيُ للدّوابّ، ولهُمْ أخْذُ الْماء للْوُضُوء وغسْل الثّياب والطّبْخ لا غيْرُ. والْبئْرُ والْحوْضُ حُكْمُهُما حُكْمُ النّهْر الْخاصّ.
والرّابعُ: ما أُحْرز في جُبٍّ ونحْوه، فليْس لأحدٍ أنْ يأْخُذ منْهُ شيْئًا بدُون إذْن صاحبه، ولهُ بيْعُهُ؛ لأنّهُ ملكهُ بالإْحْراز، "
بالطبع لا يوجد ما يسمى بالماء الخاص فلا أحد يملك بئر أو غيره ومن اراد الشرب يشرب ولا يحق لأحد منعه لأنه لو مات عطشا أصبحت جريمة قتل عمد سواء كان إنسان أو حيوان
الماء كله من أقوات الناس والأنعام كما قال سبحانه :
"قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وفى دولة العدل الملكية خاصة لا وجود لها فإنما هى :
ملكية انتفاع فقط لأى شىء والسبب :
أن الأرض بما فيها وما عليها ملك لكل المسلمين يستفيدون منها هم ومن يسكنون معهم سواء من المعاهدين أو من الأنعام
وعليه كل مسلم من حقه أخذ حقوقه التى كفلها الله بالعدل