الإملاء فى دين الله

الإملاء فى دين الله

الإملاء فى دين الله
عندما نقول الإملاء فى دين الله فالمتوقع هو الحديث فى أمرين أو أحدهما وهو :
الأول املاء آيات المصحف وساعتها يكون لدينا إملاء مختلف عن الإملاء التعليمى الذى يتم تدريسه فى المدارس
طبقا للتاريخ فالإملاء المصحفى مر بمراحل :
الأولى :
الكتابة بلا تنقيط حيث كانت حروف ب ت ث ن تكتب كلها شكل واحد بدون أى نقطة طبق فارغ ليس فى أعلاه أو أسفله شىء وحروف ج ح خ كلها كانت تكتب ح وحروف دذ تكتب د وحروف رز تكتب ر وحروف س ش تكتب س وحروف ص ض اكتب ص وحروف ط ظ تكتب ط وحروف ع غ تكتب ع وياء تكتب ى
ومن ثم وجدنا علم القراءات فيه الكلمات تنطق نطق مختلف فتثبتوا تنطق أيضا فتبينوا
الثانية الكتابة بالتنقيط ومع اختراع التنقيط لم تكن كتابة الكلمات واحدة فى المصاحف وفى الكتب الأخرى فالرسم المصحفى أبقى على العديد من الكلمات كما كانت مكتوبة أيام عدم التنقيط فوجدنا الصلاة بألف والصلــة بدون ألف حيث تكتب بعد اللام ألف صغيرة ووجدنا كلمة امرأة تكتب امرأة وامرأت .........
الثانى الإملاء التعليمى وهو ما يدرس فى المدارس حاليا لتعليم القراءة والكتابة
وكما اختلف الناس فى كل شىء اختلفوا فى الإملاء ومن ثم نجد قواعد متعددة لكتابة الهمزات وهناك اختلاف بين النحاة واللغويين والخطاطين فى كتابتها
بالطبع لم أقصد هذا الإملاء ولا ذاك وإنما الإملاء فى كتاب الله معناها :
قول الكلمات التى تكتب فى الصحف البيضاء أو الخالية من قبل الكتبة من قبل بعض الناس كالمديونين
إذا الإملاء هى الكتابة وهى :
تحويل الكلام المنطوق إلى كلام مكتوب
بالطبع فى بداية البشرية لم تكتب الخطوط هى الخطوط ولا الكتابة هى الكتابة لأن التعليم كان تعليما إلهيا كما قال سبحانه :
" أقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "
وقال أيضا :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
الكتابة الإلهية كانت خالية من العيوب وكانت الناس تعود للكتابة الإلهية كلما بعث الله رسولا وأخرهم محمد (ص) حيث علم الله فى الوحى الكتابة التى علمها للكتبة المسلمين حيث قال سبحانه:
" فليكتب كاتب كما علمه الله أن يكتب "
الكتابة الإلهية كان قاعدتها سهلة وبسيطة وهى :
الكتابة كالنطق فما تنطقه تكتبه كما هو
ولكن الحادث حاليا هو :
أن كل لغات العالم تكتب بخطوط تخالف الكتابة الإلهية فى التالى :
وجود حروف تنطق ولا تكتب
وجود حروف تكتب ولا تنطق
وجود الحروف المتعددة الأشكال فى بداية ووسط الكلمة وأخرها
وهذا هو ما يمثل كل مشاكل الكتابة فى كل لغة ويؤدى بالتالى إلى عدم تعلم الإملاء إلا بعد سنوات طويلة من التعلم أو إلى عدم تعلمه وترك تعلم القراءة والكتابة نهائيا
ونعود إلى الإملاء فى كتاب الله فنجد التالى :
أولا أمر الله المؤمنين إذا تداينوا بدين والمقصود إذا استلف أحدهم من الثانى مالا إلى وقت معين أن يكتبوه والمقصود أن يملوه فيدونوه فى صحيفة
والمستنتج :
-وجوب كتابة موعد سداد
-كتابة الدين فى صحيفة بعد الاملاء
وفى المعنى قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه"
وأمرنا الله أن يكتب بين الدائن والمدين كاتب بالعدل والمقصود أن يخط الدين فى الصحيفة المدون بالقسط والعدل هو :
كتابة المبلغ المحدد وموعد سداده
وواجب على الكاتب وهو مدون الاملاء في الصحيفة وهى العقد ألا يأب أن يكتب كما علمه الله والمراد ألا يرفض أن يسجل الحق كما عرفه الله كتابة الحقوق على أيدى المعلمين الذين تعلموا الكتابة من الوحى الإلهى وعلموه مثلهم
وفى المعنى قال سبحانه :
"وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله أن يكتب "
أمر الله المدين الذى عليه الحق وهو الدين أن يمل أى يتحدث بما عليه من الدين وموعد سداده وأن يتق الله ربه والمقصود أن يخاف عقاب الله خالقه وهو يملى الكاتب فلا يبخس منه شيئا والمراد فلا ينقص من المبلغ المالى أى شىء أو يخالف ما اتفق عليه من موعد السداد
وفى المعنى قال سبحانه :
"وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا"
وأخبرنا الله أن المدين إذا كان سفيها والمقصود مجنونا أو ضعيفا والمقصود صغير السن أو أبكم لا يقدر على الكلام فواجب الولى هو:
أن يمل وليه بالعدل والمراد أن يتحدث وكيل المجنون والصغير السن والأبكم عنه مملي الكاتب بالحق وهو القسط
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل"
أمر الله المؤمنين ألا يسأموا والمقصود ألا يملوا من كتابة الدين صغيرا أو كبيرا وبألفاظ أخرى:
ألا يملوا من كتابة الديون فى العقود سواء قليلة أو كثيرة القدر إلى الأجل وهو موعد السداد
وفوائد الإملاء وكتابته هى :
أقسط عند الله والمقصود أعدل لدى الله
أقوم للشهادة والمقصود أفضل فى إثبات الحقوق
أدنى ألا يرتابوا والمقصود أعدل ألا يشكوا فى الحقوق
واستثنى الله من الإملاء والكتابة التجارة الحاضرة وهى البيع المتبادل على الفور حيث يسلم البائع السلعة ويسلم المشترى النقود
وأخبرنا الله أن لا جناح والمقصود لا عقاب فى حالة عدم كتابة المسلمين التجارة الحاضرة
والمستنتج:
وجوب كتابة أى تجارة ليس ثمنها مسلم
وجوب كتابة أى تجارة ليس سلعتها موجودة
والسبب هو الحفاظ على حق صاحب السلعة وحق الشارى الذى سلم الثمن وهو ما يظهر من مشاكل في أحوال بعض الحرفيين والباعة مثل :
النجارين والخياطين
فالخياط يحضر القماش دون أن يدفع الشارى ثمنه كى يخيطه له
والنجار يأخذ ثمن الحجرات التى سيصنعها قبل تصنيعها كاملة أو بالتدريج
وكل هذا يجب كتابته خاصة أنه لا ضمان لعمر البائع والشارى وأهل صاحب الحرفة نادرا ما يعرفون اتفاقاته وأسماء الزبائن
ومن ثم أوجب الكتابة في كل الأحوال التى لا يتم فيها تبادل الثمن والسلعة على الفور فهى كلها ديون على أحد الطرفين
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها"