العودة   مملكة خواطر العشاق > مملكة الاقسام الاسلاميه > مملكة نفحات اسلاميه

مملكة نفحات اسلاميه خاص بالدين الاسلامي مذهب اهل السنه والجماعة

التبتل

قال الله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(المزمل:8) . والتبتل : الانقطاع . والتبتل الذي يقصدونه في هذا المقام هو الانقطاع إلى الله بالكلية، بحيث يكون العبد متجردًا لسيده

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 3 - 2019   #1


اميرة قلبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  14 - 2 - 2019
 أخر زيارة : 10 - 8 - 2019 (09:36 AM)
 المشاركات : 1890 [ + ]
 التقييم :  350
لوني المفضل : Cadetblue
67 التبتل








قال الله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(المزمل:8) .
والتبتل : الانقطاع .
والتبتل الذي يقصدونه في هذا المقام هو الانقطاع إلى الله بالكلية، بحيث يكون العبد متجردًا لسيده ومولاه .
وإذا كان غاية شرف النفس دخولها تحت رق العبودية طوعًا واختيارًا ومحبة، لا كرهًا وقهرًا . كما قيل :
شرفُ النفوس دخولها في رقهم .. .. والعبد يحوي الفخر بالتمليكِ
فإن المتبتل يخدم بمقتضى عبوديته لا للأجرة.
والتبتل يجمع أمرين لا يصح إلا بهما: الاتصال ، والانفصال.
أما الانفصال فيُقصد به: انقطاع قلب المتبتل عن حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب، وعن التفات قلبه إلى ما سوى الله تعالى .
وأما الاتصال: فهو اتصال القلب بالله تعالى، وإقباله عليه، وإقامة وجهه له، حبًا وخوفًا، ورجاءً وإنابةً وتوكلاً .
ومما يعين على ذلك :
- أن يحسم مادة رجاء المخلوقين من القلب، وذلك بالرضا بحكم الله وقسمه، فمن رضي بحكم الله وقسمه؛ لم يبق لرجاء الخلق في قلبه موضع .
- أن يحسم مادة الخوف، وذلك بالتسليم لله تعالى؛ فإن من علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع.
- أن يحسم مادة المبالاة بالناس، وذلك برؤية الأشياء كلها من الله وبالله، وفي قبضته وتحت قهره وسلطانه . لا يتحرك منها شيء إلا بحوله وقوته، ولا ينفع ولا يضر إلا بإذنه ومشيئته .
إن من صح فراره إلى الله، صح قراره مع الله، ومن انقطع إلى الله أغناه عمَّن سواه.
هذه مريم البتول انقطعت إلى الله؛ فآثرها على نساء العالمين، وأجرى لها من الكرامة ما أجرى؛ (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً)(آل عمران: 37) .
وهذه آسيا انقطعت إلى الله وآثرته على الملك والجاه، فآثرها الله بالقرب منه في جنته ودار علاه .نسأل الله من فضله.










 


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 PM


vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas
mll