يوم أمس, 03:04 PM
|
|
|
|
|
الفضح فى دين الله
الفضح فى دين الله
الفضح هو:
اظهار ما فعله الجانى وهو المجرم أمام الناس من خلال عقابه على الجريمة علنا أو اذلال الإنسان أمام الناس بفعل ما كعدم القدرة على الدفاع عن ضيوفه أو أهله
ولا نجد كلمة من جذر فضح فى المصحف إلا فى موضع واحد وهو :
قوله سبحانه :
"وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أو لم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين "
فهنا الله يخبرنا أن أهل المدينة وهم رجال القرية قرية لوط(ص)لما علموا بوجود ضيوف والمقصود رجال فى بيت لوط(ص)جاءوا يستبشرون والمقصود :
حضروا إلى جوار البيت والسبب ظنهم أنهم يستمتعون بهم فخرج لهم لوط(ص)حيث قال:
إن هؤلاء ضيفى والمقصود هؤلاء زوارى فلا تفضحون والمقصود فلا تذلون
وبألفاظ أخرى:
لا تهينوننى بين الناس بأننى لم أقدر على حماية زوارى من اغتصابكم لهم
وقال :
واتقوا الله والمقصود
واتبعوا وحى الله ولا تخزون والمقصود :
ولا تهينون،
ومن ثم الفضيحة هنا ليست عقوبة وإنما الفضيحة هى :
اشهار لوط(ص) بين الناس بأنه ليس لديه قدرة والمقصود قوة للدفاع عن شرف ضيوفه
فقال الرجال المجتمعون حول البيت :
أو لم ننهك عن العالمين والمقصود ألم نمنعك من استقبال الناس؟
والمعنى أنهم حذروه من قبل ألا يستقبل زوار فى بيته حتى لا ينفضح أمام الناس
عند هذا قال لوط(ص) لهم :
هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين والمقصود
تزوجوا بناتى إن كنتم تريدون الجماع
بالطبع شرع الله الفضيحة فى كل العقوبات على الجرائم حيث أوجب تنفيذ العقوبات أمام بعض من الناس
تجد هذا فى عقاب الزناة وهم :
الزانية والزانى حيث طلب أن يشهد الناس جلدهما
والأسباب هى :
أن يعتبر الناس الشاهدين بهذا العقاب فلا يقدموا على ارتكاب الجريمة
اذلال المجرمين حيث أنهم عندما يعيشون فى المجتمع لا يقدرون على النظر فى عيون الناس لأنهم يعرفون أنهم ارتكبوا معصية ثبتت عليهم
ومن ثم فأمام من ارتكب الجريمة حل من اثنين :
الأول أن يعيش فى طاعة الله فلا يقدم على ارتكاب أى جريمة مستقبلا
الثانى أن يرتد عن إسلامه فيهرب لمجتمع كافر يعيش فيه فيتباهى بجرائمه التى يحللها ذلك المجتمع بسبب وقاحته أو بجاحته كما نطلق عليها حاليا
وفى المعنى قال سبحانه:
"الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
ومن ثم فالفضيحة للمجرمين أمر واجب لكى لا يقدموا على ارتكابه مرة أخرى وهى واجب لتخويف الناس المشاهدين للعقاب من الاقدام على ارتكاب الجرائم خوفا من الفضيحة
الفضيحة فى المجتمع المتخلف تكون للمجرم وأسرته ولكن فى المجتمع المسلم الجريمة هى اأمر فردى فلا يجب أن نأخذ أحد بوزر أحد ومن ثم نجد الله يقول :
"فلا تزر وزارة وزر أخرى "
ومن ثم نجد المسلم يقدم على الزواج من بنات الزناة فليس للأبناء بنين وبنات ذنب فيما ارتكبه الزناة ولذا حرم الله فقط زواج الزانية والزانى من بقية الناس وأباح لهما الزواج من بعضهما أو من زناة مثلهم أو الكفر والهروب لمجتمع كافر والزواج من كفرة وكافرات
وفى المعنى قال سبحانه :
"الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين"
إذا على كل واحد أن يفرق بين المجرم وأقاربه فجريمة المجرم كل عقوباتها عليه ومن ثم يعاقب من يصف أولادهم بابن الزنى أو ابن القاتل أو السارق أو ابنة الزانية أو السارقة أو غير هذا لأنه أذى المسلم من غير جريمة اكتسبها كما قال سبحانه :
" مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"
فمع أن القول حقيقى إلا أنه جهر بالسوء لغير المجرم ومن ثم يعاقب قائله فعلى من يسب أن يسب المجرم نفسه وليس غيره كما قال سبحانه :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
فهنا المشتوم ليس الظالم وإنما هو مظلوم بهذا الشتم ومن ثم يعاقب الشاتم بثمانين جلدة لايذائه وهو اهانته مسلما أو مسلمة زورا أى بغير جريمة فعلها
بالطبع الناس اخترعوا أمورا لفضح الناس منها :
ربطه على حمار بالمقلوب بمعنى :
أن يكون وجهة عكس وجه الحمار وتسييره فى البلد ومعه منادى يحكى للناس عن جريمته
تسخيم وجه المجرم والمقصود :
وضع اللون الأسود وهو السخام الذى كان يطلق على التراب الناتج من ايقاد الأفران فى سقوفها أو حتى فيما يسمونها موضع ادخال الحطب أو الخشب
وهم يربطونه من رجليه ويديه ويسحبه رجل ينادى فى شوارع البلدة أنه فعل وفعل أو يربطونه على حمار ويمشى المنادى ساحبا الحمار معرفا الناس بما ارتكبه
ربط الجانى وجره فى الشوارع حيث يقوم بعض الناس والأطفال خاصة بقذفه بما فى أيديهم
وهو ما يماثل اختراع المشرعون المحدثون فى قوانينهم وقرارتهم تقييد المتهم برباط من حديد وهو ما يسمونه الكلبش وفى الغرب أصبح رباط من اللدائن وهى البلاستيك
وهذه المخترعات وأمثالها هى :
أمور محرمة لم يشرعها الله
أن تشريعات الله فى الفضيحة هى :
جمع بعض الناس لمشاهدة العقوبة وهى تنزل بالمجرم وهى أمور لا تستغرق فى أسوأ الأحوال ساعة وفى معظم الجرائم دقائق معدودة على أصابع اليدين فما يستغرق الساعة الجلد مائة جلدة أو ثمانين جلدة
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:15 AM

{ تذكير الصلاة عماد الدين )
|
|
|
|
|