الجاريةٌ في دين الله

الجاريةٌ في دين الله

الجاريةٌ في دين الله
الجارية في كتاب الله تطلق على السفينة والنجم ولم ترد الكلمة ولا جمعها بمعنى :
المرأة الشابة
وقد ورد في كتاب الله عن الجوارى والجارية :
الحمل في الجارية:
أخبرنا الله أنه قال لنوح(ص)والمؤمنين به:
إنا لما طغا الماء حملناكم فى الجارية والمقصود إنا لما زاد الماء فى الأرض أركبناكم فى السفينة لنجعلها تذكرة والمقصود لتكون عبرة يعتبر بها المؤمن وهو معنى تعيها أذن واعية والمقصود أن تتعظ بها نفس عاقلة
وفى المعنى قال سبحانه :
"إنا لما طغا الماء حملناكم فى الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية "
العين الجارية في الجنة:
أخبرنا الله أن فى يوم القيامة تكون وجوه ناعمة والمقصود نفوس ضاحكة لسعيها راضية والمقصود بجزاء عملها فى الدنيا سعيدة وهى فى جنة عالية والمقصود فى حديقة مرتفعة لا تسمع فيها لاغية والمقصود لا تعرف فيها كلمة باطل فيها عين جارية والمقصود نهر متحرك لا يتوقف سيره
وفى المعنى قال سبحانه :
"وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية فى جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية "
الجوارى في البحر:
أخبرنا الله أن من آياته وهى أدلة قدرته الجوار فى البحر كالأعلام والمقصود السائرات فى المياه كالرايات وهى السفن وهو إن يشأ يسكن الريح والمقصود وهو إن يرد يثبت الهواء في موضعه فيظللن رواكد على ظهره والمقصود فيكن رواسى على سطحه وفى ذلك وهو تثبيت وتحريك السفن لآيات لكل صبار شكور والمقصود لبراهين يفهمها كل طائع متبع لله ويخبرنا أنه يوبقهم بما كسبوا والمقصود أنه يحرك السفن بما عملوا والمقصود أنه يحرك السفن عن طريق عمل الناس وهو يعف عن كثير والمقصود وهو يتجاوز عن عقاب الذنوب وفى المعنى قال سبحانه :
"ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير "
الجوار المنشئات فى البحر:
أخبر الله الإنسان والجان أن له الجوار المنشئات فى البحر كالأعلام والمقصود والله يملك السفن المتحركات المبنيات فى الماء وهن يشبهن الرايات المهتزة بفعل الهواء
وفى المعنى قال سبحانه :
"وله الجوار المنشئات فى البحر كالأعلام "
القسم بالجوارى :
أقسم والمقصود حلف الله بالخنس وهى النجوم الخفيات نهارا الجوار وهن النجوم المتحركات الظاهرات والكنس وهن النجوم الدائرات فى المدارات وهو يقسم على أن القرآن هو قول رسول كريم والمقصود وحى مبلغ عظيم نزل على خاتم النبيين(ص)
وفى المعنى قال سبحانه :
"فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم "
وأما في الروايات فقد بنوا أهل الفقه فقههم في الجوارى على الروايات مثل :
89 - حدثنا علي بن محمد حدثنا خالي يعلي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال
: - جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أن لي جارية أعزل عنها ؟ قال ( سيأتيها ما قدر لها ) فأتاه بعد ذلك فقال قد حملت الجارية فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما قدر لنفس شيء إلا هي كائنة ) رواه ابن ماجة
والغلط في الرواية هو إتيان الجارية وهى الأمة بدون زواج وهو ما يعارض قوله سبحانه :
" فانكحوهن بإذن أهلهن"
525 - حدثنا حوثرة بن محمد ومحمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم قالا حدثنا معاذ بن هشام أنبأنا أبي عن قتادة عن أبي حرب بن الأسود الديلي عن أبيه عن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في بول الرضيع ( ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية ) رواه ابن ماجة
قال أبو الحسن بن سلمة حدثنا أحمد بن موسى بن معقل . حدثنا أبو اليمأن المصري قال سألت الشافعي عن حديث النبي صلى الله عليه و سلم ( يرش من بول الغلام ويغسل من بول الجارية ) والماءان جميعا واحد . قال لأن بول الغلام من الماء والطين وبول الجارية من اللحم والدم . ثم قال لي فهمت ؟ أو قال لقنت ؟ قال قلت لا . قال إن الله تعالى لما خلق آدم خلقت حواء من ضلعه القصير . فصار بول الغلام من الماء والطين وصار بول الجارية من اللحم والدم . قال قال لي فهمت ؟ قلت نعم . قال لي نفعك الله به رواه ابن ماجة
الغلط هو الغسل من بول الأنثى والرش من بول الذكر وهو جنون لأن أكل الأنثى والذكر واحد هو لبن الرضاعة فكيف يختلف الحكم فى موضوع واحد كما أن البول فى الكبار رجالا ونساء حكمه واحد فكيف يتساويان فى الكبر ولا يتساويان فى الصغر ؟
وهو كلام لا يعقل لأن الاختلاف يكون باختلاف الطعام وما دام الطعام واحد فالناتج واحد
1878 - حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر :
أنه حين هلك عثمان بن مظعون ترك ابنة له قال ابن عمر فزوجنيها خالي قدامة وهو عمها ولم يشاورها وذلك بعد ما هلك أبوها فكرهت نكاحه وأحبت الجارية أن يزوجها المغيرة بن شعبة فزوجها إياه رواه ابن ماجة
والغلط في الرواية هو قيام العم بتزويج ابنة أخيه دون أخذ رأيها وكأن الموضوع كان يسير بلا نظام في عهد النبى (ص)فإذا كان الله طالب بتسجيل عقود الدين فكيف بعقود الزواج وهى يترتب عليها مال وورث وحقوق ؟
وهذا مخالف لقوله سبحانه :
" ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله "
فعقود الزواج يجب أن تكون عند قاضى مختص يسأل المرأة رأيها وحدها وليس معها أحد إلا من يعمل معه ويستبعد كل الأقارب منعا للزواج بالاكراه
2070 - حدثنا علي بن سلمة النيسابوري حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد . حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال ذكر طلحة بن نافع عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال تزوج رجل من الأنصار امرأة من بلعجلان . فدخل بها فبات عندها فلما أصبح قال ما وجدتها عذراء فرفع شأنها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فدعا الجارية فسألها فقالت بلى قد كنت عذراء فأمر بهما فتلاعنا وأعطاها المهر رواه ابن ماجة
والغلط هو اعطاء المرأة مهرها بعد التلاعن وهو ما يخالف أن المهر يعطى قبل الدخول فلا دخول بلا مهر كما قال سبحانه :
" وأتوا النساء صدقاتهن نحلة "
2252 - حدثنا عبد الله بن سعيد . حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( إذا اشترى أحدكم الجارية فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وليدع بالبركة . وإذا اشترى أحدكم بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليدع بالبركة وليقل مثل ذلك ) رواه ابن ماجة
2475 - حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح القرشي ثنا عمرو بن محمد يعني العنقري عن عبد الله بن بديل بإسناده نحوه قال
: فبينما هو معتكف إذ كبر الناس فقال ما هذا يا عبد الله ؟ قال سبي هوزان أعتقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وتلك الجارية فأرسلها معهم . رواه أبو داود
الغلط في الروايات السابقة إباحة شراء الجوارى وهى الشابات من الإماء وإباحة سبى الجوارى أو النساء وهو ما يعارض اعتبار الله السبى وهو استحياء النساء جريمة عظيمة هى تعذيب سوء للبشر في قوله سبحانه :
"وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
وهو يخالف مطالبة الله بفك الرقاب وليس شراءها كما قال سبحانه:
"فلا أقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة"
2511 - حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري . ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي . ثنا سليمان ابن حيان . سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( كان فيمن كان قبلكم رجل اشترى عقارا . فوجد فيها جرة من ذهب . فقال اشتريت منك الأرض ولم أشترى منك الذهب . فقال الرجل إنما بعتك الأرض بما فيها . فتحاكما إلى رجل . فقال ألكما ولد ؟ فقال أحدهما بي غلام . وقال الآخر لي جارية . قال فأنكحا الغلام الجارية . ولنفقا على أنفسهما منه وليتصدقا . ) رواه ابن ماجة
والغلط هو أن مال الكنوز يأخذه أصحاب المكان وهو ما يخالف أن الكنوز مال عام يرد لبيت المال ولا يأخذه أحد كما قال سبحانه :
"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"
3162 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم
: يقول ( عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة ) رواه ابن ماجة
613 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال
: استأذن علقمة والأسود على عبد الله وقد كنا أطلنا القعود على بابه فخرجت الجارية فاستأذنت لهما فأذن لهما ثم قام فصلى بيني وبينه ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل رواه ابن ماجة
والغلط في الرواية أن الولد يذبح عنه شاتين وعن البنت شاة فى السبوع وهو ما يعارض أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ومعظم البشر لا يقدرون على شراء شاتين أو شاة لعدم وجود مال معهم والله لا يكتب على المسلم ما فيه حرج وهو ضرر له والعقيقة ضرر كبير حيث يستدين الرجل من أجل الذبيحة أو الذبائح وقد حرم الله الحرج حيث قال:
"وما جعل الله عليكم فى الدين من حرج"
والولادة ليست ورث حتى يتم بناء عليها التفرقة بين الذكر والأنثى فيها فالله لم يفرق بين الاثنين إلا في أمرين وهما الورث والشهادة بينما ساوى بينهما في البقية
2278 - حدثنا العباس بن عبد العظيم ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عجير عن أبيه عن علي قال :
خرج زيد بن حارثة إلى مكة فقدم بابنة حمزة فقال جعفر أنا آخذها أنا أحق بها ابنة عمي وعندي خالتها وإنما الخالة أم فقال علي أنا أحق بها ابنة عمي وعندي ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي أحق بها فقال زيد أنا أحق بها أنا خرجت إليها وسافرت وقدمت بها فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فذكر حديثا قال " وأما الجارية فأقضي بها لجعفر تكون مع خالتها وإنما الخالة أم " رواه ابو داود
والغلط هو تزوج جعفر خالة بنت عمه حمزة وهى أم من أمهاته لا يجوز له زواجها فهى من مستوى عمه بينما بنت عمه من مستواه هو في القرابة فإذا كانت الخالة أم فكيف تزوج أخت زوجة عمه وهى مثل أمه
ومن الموضوعات التى وردت في الفقه عن الجارية بمعنى البنت أيضا :
اختلاف أهل الفقه في سن الحضانة بين الولد والبنت سواء في السن أو فيمن يحضنها والموضوع واضح وهو أن الحضانة للأب في أى سن فلو كانت هى الحاضنة ما حق لها التخلى عن رضاعة طفلها وقيام الأب باستئجار مرضع له كما قال سبحانه :
"إِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى"
وقد يتنازل الأب عن الحضانة للأم بسبب عمله في الجهاد أو بسبب مرضه أو غيره من الضرورات وهو ما أنتج نظام الربيبة كما قال سبحانه :
"وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ"
والحضانة تكون فيمن يرث من فرع الأب كى ينفق على الأولاد كما قال سبحانه :
"وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ "