الحمير فى دين الله

الحمير فى دين الله

الحمير فى دين الله
ورد ذكر الحمير أو الحمر أو الحمار فى كتاب الله عدد من المرات وللناس فى التسمية خيالات قد تصدق أو تكذب مثل أن أصل تسمية الحمير هو:
اللون الأحمر ولذلك سميت حمر أو حمير أو حمار من لونها الأحمر ولكن المشاهد هو أن الحمير الحمراء عددها قليل وقد ناقش العقاد على حد تذكرى فى كتاب عبقرية المسيح(ص) فيما يبدو شىء عن ذلك
المهم أن أنواع الخلق تجدها مختلفة الألوان ولا يوجد شىء لديه لون واحد حتى ولو كان شذوذا كما يقال
ونجد فى كتاب الله أنه خلق الحمير والبغال والخيل من أجل ما يأتى :
ركوب الناس للانتقال من مكان لأخر
زينة والمقصود فائدة للناس وفى المعنى قال سبحانه:
"والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "
والفائدة هى حمل الأثقال وهى أمتعة البشر كما قال سبحانه:
" وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس "
ونجد الله قد شبه الله المعرضين عن التذكرة وهم الكفار بالوحى بالحمير الهاربة من قائديها الذين يجعلونها تمشى فى الطريق الصحيح فالكفار يفرون والمقصود يهربون من اتباع الوحى والحمير تفر من قائديها وعليه فالتشبيه هو فى الانحراف عن الطريق الصحيح وفى المعنى قال سبحانه:
"فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة "
بالطبع التفسير الأشهر هو أن القسورة هو الأسد وأن الحمير الوحشية هى من تفر منه وهو تعبير بعيد عن واقع قريش فلم تكن توجد عندهم أسود ولا غابات حتى تتواجد فيها الحمير الوحشية والأسود وإنما تضرب الأمثال بالمعروف لكل الناس
ونجد الله قد شبه حمل اليهود التوراة بحمل الحمار الأسفار وهو ذم لليهود وليس للحمير لأن قراءة الأسفار والمقصود التوراة ليست فرض على حيوانات الحمير وإنما هى فرض على اليهود فمهمة الحمير حمل الأثقال ومن ضمنها الأسفار ولذلك تكون قد أدت مهمتها كاملة كما أمرها الله بينما اليهود لم يقوموا بحمل الأسفار وهو اتباعها كما يجب وفى المعنى قال سبحانه:
" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا "
ونجد الله قد ذكر الحمار فى قصة الرجل الذى أماته مائة عام حيث أمره أن ينظر إلى حماره والمقصود أن يشاهد تحوله لعظام وتراب خلال المائة عام ثم أمره أن ينظر له مرة اخرى وهو يعيد تركيب عظامه المفككة ثم يغطيها باللحم ممثلا فى الأعضاء والجلد والمقصود هو أن يوقن بقدرة الله على احياء الناس والمخلوقات الأخرى وفى المعنى قال سبحانه :
"أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
ونجد الله يذكر كلمة الحمير بمعنى أخر غير حيوانات الركوب وحمل الأثقال حيث يقول للإنسان:
واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير والمقصود ابتعد عن طاعة هواك إن أسوأ الطاعات هى طاعة الأهواء الضالة وهو يبتعد عن طاعة هواه إلى طاعة وحى الله والسبب في البعد عن التفسير المعروف هو أن الله لن يجعل خلقه الحسن قبيح والمقصود لن يجعل أصوات الحمير ممثلة في النهيق منكر لأنه وصف خلقه بالحسن حيث قال:
"الذى أحسن كل شىء خلقه "
وفى المعنى قال سبحانه:
" واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "
فالمنكر هو ما يأمر به الشيطان من الذنوب المختلفة
سب الناس بالحمير:
يحرم سب الحمير لأنها مسلمة كبقية الخلق عدا كفار الناس وفى المعنى قال سبحانه:
"وله أسلم من فى السموات والأرض "
وأما سب بعضنا البعض بكلمة يا حمار فهو ذنبين:
الأول سب للحمار ظنا أنه غبى وهو ليس كذلك وهو مسلم
الثانى سب للإنسان المشتوم وهو ذنب إذا لم يكن يقصد بالحمار الكافر وهو الهوى
وأما السب بابن الحمار فهو ذنب أخر حيث أنه اتهام للأخر بكونه نتاج زنى بين إنسان وحمار والقائل كاذب فى كل الأحوال فإن قصدها القائل وجب جلده ثمانين جلدة لقوله سبحانه:
"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً "
أكل لحم الحمير :
بالطبع الله خلق الحمير لركوبها وحمل الأثقال عليها ولم يخلقها لأكل لحومها ومن ثم يحرم أكلها على المسلمين ولا يجوز أكل لحم الحمير العادية إلا فى المجاعات تطبيقا لقوله تعالى :
" فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لأثم"
وأما الحمير الوحشية فهى صيد مباح فى السفر عند الجوع فقط دون وجود أكل أخر لأنها لا تستخدم كوسائل ركوب ولا حمل أثقال وهى تدخل ضمن صيد البر المباح فى السفر لغير الحجاج والعمار
وفى المعنى قال سبحانه :
" وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما "
التغيير فى الحمير :
الناس يقومون بالتدخل فى أجسام الحمير بأمور منها :
عمل نعال معدنية لحوافر الحمير
حلق شعر الحمير
وسم الحمير
تعليق تمائم وزينات كالدلاديل فى رقاب وآذان الحمير
وكل هذا يدخل ضمن طاعة الشيطان الذى أمر الناس بتغيير خلقة الله فى الأنواع المختلفة وهو ما حكاه الله من قول الشيطان:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
والحوافر مثل أظافر الناس تنمو من جديد ولا تتآكل دوما وإذا تأكلت يجب علاجها وليس بعمل نعل فيه مسامير تدق فى الحوافر
وأما شعر الحمير فهو يقيها من الحر والبرد والحشرات ومن ثم لا يجوز حلقه
وأما وسم الحمير وهو الكتابة على جلدها كصك ملكية بالحديد الساخن فهو إيلام لها
الصلاة والحمير:
يقال فى الروايات أن الحمير تقطع الصلاة إذا مرت أمام الناس والحق أنها لا تقطعه لأنها هناك صلاة من وضعية الركوب على الحمير وغيرها أثناء الخوف من الأعداء كما قال سبحانه :
"حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ"
ولا يوجد فى أسباب نقض الوضوء ومن ثم الصلاة شىء عن المرور أيا كان لامرأة أو كلب أو حمار فى قوله سبحانه :
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء "
جماع الحمير مع أنواع الأخرى:
أحيانا نادرة يحدث جماع بين ذكر الحمير وأنثى الحصان أو ذكر الحصان وأنثى الحمار فينتج عن ذلك حيوانات وسط وهى حيوانات عقيمة لا تنجب وهى البغال والبشر يسمونها البغال والنغل ولذا وضع الله البغال وسط الاثنين حيث فقال سبحانه :
" والخيل والبغال والحمير لتركبوها "
الاستفاد البشرية من الحمير :
بالطبع بين الله أن وظائف الحمير هى ركوبها وحمل الأثقال عليها ولكن بعض البشر يقومون بذبحها لعمل أحذية ونعال ويبيعونها كلحوم لبعض الأمم التى تستخدم لحومها فى الأكل
والحق انه لا يجوز ذبح الحمير ولا بيع لحومها لذلك وإنما يجوز الانتفاع بجلودها ومنها الشعر بعد موتها لقوله سبحانه :
"ومن أصوافها وأبارها وأشعارها متاعا إلى حين "