التيه فى دين الله

التيه فى دين الله

التيه فى دين الله
التيه هو :
الضياع فى الأرض والمقصود :
التواجد فى مكان ما وعدم القدرة على الخروج منه فقد أخبرنا الله أنه استجاب لدعاء موسى(ص)وهو:
"قال رب لا أملك إلا نفسى وأخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين"
فهنا أخبرنا الله أن موسى(ص) دعاه :
رب إنى لا أملك إلا نفسى وأخى والمقصود خالقى إنى لا أحكم سوى نفسى وأخى لا يحكم سوى نفسه وهو ما يعنى أنه لا يأمر سوى نفسه بالقتال وأخوه هارون(ص) يأمر نفسه بالقتال فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين والمقصود:
فاقضى وبلفظ hخر افتح بيننا وبين القوم الكافرين
وهو ما يعنى أنه طلب من الله أن يصدر حكمه فى الكفار الذين خالفوا أمر الله بدخول الأرض المقدسة
وعلى استجابة الله لدعاء موسى(ص) حكم الله على بنى إسرائيل فقال:
فإنها والمقصود فإن الأرض المقدسة محرمة والمقصود ممنوع عليهم دخولها طوال أربعين سنة وهى أربعين عام يتيهون فيها فى الأرض والمقصود:
يضلون فى الأربعين سنة فى أرض معينة وهى:
الأرض التى أرادوا الجلوس فيها دون حرب
ونهى الله موسى(ص) ألا يأسى أى يحزن على القوم الفاسقين وهم الكافرين
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلا تأسى على القوم الفاسقين"
إذا بقى القوم فى الأرض الخالية وهى أرض التيه بلا زرع أو قلع أو غيره يأكلون طعاما واحدا ويشربون شىء واحد من العيون الاثنى عشر يظللون بغمامة لأنهم لا يسكنون مكانا معينا لأنه حاولوا أن يتملصوا من تلك الحياة الخيرة التى لا عمل فيها ومتوافر فيها الطعام والشراب
كان هذا عقابا إلهيا ولكن عندما طلبوا الخروج من الأرض ليزرعوا ويقلعوا أنواعا مختلفة ليأكلوا كان الخروج كارثة لهم فالبلدة الوحيدة المفتوحة لهم كانت مصر التى خرجوا وهربوا منها وهم لن يذهبوا إليها لأن أهل مصر فى اعتقادهم سوف ينتقمون منهم بسبب غرق فرعون وجنوده ومن ثم آثروا أن يعيشوا فى أرض التيه بقية السنوات وفى هذا قال سبحانه :
"وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم"
ومن هنا جاءت تسمية :
اليهودى التائه
وأما التيه المعروف بين الناس فهو :
تيه الأطفال
والمقصود توهان الأطفال حيث يخرجون من بيوتهم إلى أماكن لا يعرفونها ولا يقدرون على العودة منها لأن عقولهم لا يمكن أن تستوعب حفظ معالم الطريق وأيضا أن يكون الأطفال مع أبويهم أو أحدهم ولكنهم يفلتون منهم فى بلد ما ومع البحث لا يجدهم الآباء
وأيضا خطف اللصوص للأطفال وبيعهم أو استخدامهم كما حدث مع يوسف(ص) عندما باعه السيارة وهم المارة لما وجدوه فى البئر وفى المعنى قال سبحانه :
"وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين"
تيه أو توهان الأطفال أول واجب فيه هو :
التحسس وهو :
بحث الأهل عن الطفل التائه
"يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"
بالطبع الأب لم يذهب لم يبحث لكونه عاجز بصريا كما قال سبحانه :
" "وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"
وفى قصة موسى(ص) أن تيه موسى كان عملا مقصودا لانقاذه من الموت فالله أمرها أن ترضعه ثم تضعه فى التابوت وهو الصندوق ثم تلقيه فى اليم وفى المعنى قال سبحانه :
"ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه فى التابوت فاقذفيه فى اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لى وعدو له وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى"
وقال :
"وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"
ومن ثم كى لا تتعب هى ومن معها فى البحث عن الولد الذى أمرت بتركه وأخبرت أنه سيعود إليها أمرت أخته بتتبع سير الصندوق وبالفعل سارت بحذائه على أرض النهر حتى أمسكه جنود فرعون فدخلت البيت لمعرفة ما يفعلون به
وكان وجودها سببا فى عودة أخيها حيث أخبرتهم بمرضعة يقبل عليها كل الأطفال وهى أمه
والله جعل موسى(ص) لا يرضع من أى أحد من المراضع حتى يعود إلى أمه
وفى المعنى قال سبحانه :
"وقالت لأخيه قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون "
ومن تلك القصة نتعلم التالى :
أنه فى مجتمعات الفوضى والكفر يجب على الأم أو الأب فى حالة ايمان المجتمع بجهالة الثأر حيث يقوم أهل القتيل بقتل أى واحد من عائلة القاتل أن يتيهوا أطفالهم الصغار فى بلاد بعيدة أملا فى انقاذهم من جهالة فتلهم بدون ذنب ارتكبوه
وفى مجتمعات اضطهاد طوائف معينة كما فعل فرعون مع بنى إسرائيل يمكن لمن يتعرضون للاضطهاد الذى يعمل على ابادة الطائفة بالتدريج أن يقوموا بتتويه أطفالهم فى الطوائف الأخرى حفاظا على حياتهم وعلى دينهم ويمكن لواحد من المجهولين أنهم من الطائفة أن يقوم برعاية الأطفال وتربيتهم أو يمكن لواحد من الطائفة التى تمثل العدو ولكنه ر يؤمن بذلك الاضطهاد أن يقوم بتربية هؤلاء انقاذا لتلك الطائفة المضطهدة كما فعل مؤمن آل فرعون كما عندما نصح موسى(ص) بالهروب حتى لا يقتل
بالطبع يوجد توهان كبار السن الذين نسوا علمهم والمقصود بهم حاليا من يسمونهم مرضى الزهايمر وهو مرض النسيان ومثلهم المجانين الذين يسرون فى أى مكان دون رقابة من أحد وفى نسيان العلم قال تعالى :
"وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا"