إلقاء التحية

إلقاء التحية

إلقاء التحية
التحية هى :
دعاء من الملقى لمن لقاه فعندما تقول السلام عليكم فمعناها الخير لكم من الله وعندما تقول صباح الخير معناه :
أعطاكم الله النفع هذا اليوم
فكل تحية المفترض أنها دعاء من الملقى لها لمن ألقاها له
وقد أوجب الله رد التحية حيث قال :
" وإن حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها "
ولذا نجد مثلا أن ضيف إبراهيم (ص) قالوا له :
سلاما
فقال :
سلام
وفى المعنى قال سبحانه :
" قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ"
الغريب فى الآية هو أن المفعول به أو المبتدأ جاء مرة منصوبا وجاء مرة مرفوعا وهو ما يفسد قواعد النحو العربى التى اخترعها البشر
وأما إلقاء السلام نفسه فحسب الرواية :
" أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "
محال فى المدن الكبرى حيث يقابلك فى الدقيقة الواحدة مئات وأحيانا آلاف مؤلفة عند الخروج من المؤسسات وقت انتهاء العمل فلن تتمكن من إلقاء السلام على أحدهم وإلا تكون قد فوت العشرات لم تلق عليهم السلام
ومن ثم هذا الحديث لم يقله النبى(ص) لأنه جعل أفضل أحكام الإسلام هى :
اطعام الطعام واقراء السلام فى قول الرواية :
"أنَّ رجلًا سأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ ؟ قال : تطعم الطعامَ، وتقرأ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرف"
وهو ما يعارض كون أفضل أحكام الإسلام هى الجهاد كما قال سبحانه :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
بالطبع التحية تلقى على أى واحد ولكن عندما تكون الدنيا زحام كما هو حال شوارع المدن الكبرى يصبح من العبث القيام بإلقاء السلام على الكل
وأما فى القرى فالعدد قليل ويمكن إلقاء السلام على العشرات فقط فى مسافة نصف ميل أو ميل وهو ما لا يمثل مشكلة سواء عرف الإنسان من يلقى عليه أم من لم يعرف
بالطبع هناك تحايا هى :
دعاء على الإنسان بدلا من أن تكون دعاء له مثلما فعل بعض الكفار مع النبى(ص) حيث حيوه بما لم يحييه به الله والمقصود :
قالوا له ما لم يبحه الله من الأقوال
والمشهور أنهم كانوا يدعون عليه بدلا من الدعاء له فيقول :
السام عليك والمقصود :
الهلاك لك
وفى المعنى قال سبحانه :
" وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ "
المصيبة أنه فى حياتنا هذه فى مجتمعات الفوضى يحدث العجب العجاب والذى لا يخطر على البال من خلال عمل بعض من يتسمون بأسماء المسلمين أعمال الكفار :
الحكاية الأولى :
فى فترة المراهقة كنا نعمل بحديث إلقاء السلام وفى مرة من المرات سمعنى أحد أبناء خالى يرحمه الله وأنا أقول لوالد زميل من زملاء المدرسة وهو على باب دكانه :
السلام عليكم
وبعد أن تجاوزنا الرجل بقليل قال لى :
لا تلق السلام عليه مرة أخرى
فسألته لماذا ؟
فقال لى :
لأنه يرد السلام فيقول :
سلام سيدى ورحمة الله وبركاته يا.. أمك يا ابن ال...ا ك ة
الحكاية الثانية :
سمعتها من أحد الأصدقاء قال :
أن أحدهم كان يجلس غالبا بالقرب من الجامع يوميا وكل من قال :
السلام عليكم
يقول :
وعليكم السلام يا ... أمك
وأن هذا الرجل كان بعد هذه السلامات والوساخات يدخل ويصلى فى الجامع
بالطبع بعد الحكايتين سيتذكر كل منكم رواية تقول :
"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا"
ومعنى الكلام صحيح والصلاة هنا ليست الصلاة المعروفة وإنما معناها الدين فإذا كان دينك فى نفسك لا يبعدك عن القول المحرم فأنت بعيد عن دين الله ورحمة الله بالتأكيد
الحكاية الثالثة:
نتيجة تعودى على إلقاء السلام من الممكن أن أظل ألقى السلام على واحد لا يرد السلام عدة سنوات وقد قابلنى ناس من تلك النوعية ما زالوا يعيشون فيما بيننا كانوا يردون السلام فى حالة واحدة وهى :
أن يكون جالس معهم واحد ويرد السلام فيردون حتى لا أثبت عليهم ذلك كما يظنون بعدم ردهم مع القاعد معهم
بالطبع إذا بحث الإنسان عن سبب لعدم ردهم فسيتعب نفسه وقد يصل إلى نتائج غريبة فمثلا ستجلس تتذكر هل فعلت يوما فى هذا الرجل شىء سىء هل ارتكبت سوء فى أحد من عائلته وستجد أنك لم ترتكب سوء ومع هذا قد تصل لنتيجة عجيبة فى أحدهم مثل أنه لا يرد السلام لأنك أمك وافقت على الزواج من أبيك ولم توافق عليه
إنه الجنون
الحكاية الرابعة :
بعض الناس إذا ألقيت السلام عليه وأنت تلبس ملابس عادية أو ملابس قد يكون أصابها بعض من القدم لا يرد عليك أبدا وأما إذا ارتديت ملابس جديدة أو ارتديت ما يسمونها البذلة مع أنك قد ترتدى تحتها ملابس مقطعة يرد عليك السلام وكأنك رجل مهم
هذا رجل يقيس الناس أو يعطى الناس مكانة فى نفسه بناء على قيمة ملابسهم الخارجية
الحكاية الخامسة :
بعض الناس يرد عليك السلام ولكنك إذا أخبرته عن شىء يخص مهنته كمثال إذا أخبرت الجزار :
أنك لا تحب لحوم الأنعام وهى مهنته
فإن الرجل قد يكرهك ولا يرد عليك السلام حتى ولو قام ابنه برد السلام عليك أو من يجلس معه
هذا من ضمن الهبل الذى وصلنا إليه
الحكاية السادسة :
بعض الناس لا يعرف سوى سلام المصلحة وهو سلام المنفعة وهو يعمل بالمثل القائل :
إن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيد
وهذا الكلام يتبين لنا من حياة المعلمين فى الغالب فطالما الطالب عندك فى المدرسة أو الفصل يكون ولى الأمر مسلما فى الذهاب والإياب وسائلا عن حالة ابنه او ابنته وإن كان يعلم أنه لن ينفع إلا بدفعة من هنا أوهناك يزيد من السلامات فإذا نجح الولد أو نجحت البنت نسى المعلم تماما ولا يلق عليه سلاما إذا لقاه إلا إذا احتاج المعلم مرة أخرى لكى يتوسط له عند معلم أخر
الحكاية السابعة :
الحاج فلان والمقصود :
ان الناس إذا رأوا الحاج وهو صاحب منصب أو مال أو سمعوه يلقى عليهم التحية وهم يعرفون أنه رجل ظالم أو بتعبيرنا شيخ منصر فإنهم يزيدون فى الرد زيادة كبيرة ويتكلف أحدهم القيام من مكانه لمصافحته وتقبيل يده أو وجهه وأحيانا أخذه بالأحضان
وهو كلام يعارض قوله سبحانه :
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "
الحكاية الثامنة :
هى من ضمن حكايات الهبل ناس من ضمن من تلقى عليهم السلام كلما قابلته أو وجدته جالسا سنوات وهو يرد عليك وفجأة يوقفك ويقول لك :
أنت تشتمنى إيه إس التى بتقولها
وعندما تقول له :
هل يمكن لصاحب الشعر الأبيض أن يشتمكم هل يمكن لمدرس يعلم الأولاد الأخلاق الحميدة أن يشتمكم ؟
ما السبب كى أشتمكم ليس بينى وبينكم أى مشاكل أنا أسلم عليكم؟
عموما لن أسلم عليكم بعد هذا طالما تظنون أننى أشتمكم
فقال : يبقى أحسن
وتكتشف أن الشخص الملازم لهذا الشخص هو من أوحى له بهذا الكلام الشيطانى لأنك فى مرة دون أن تقصد شاهدته وهو فى نهار رمضان يدخن الشيشة ويكركر لأن صاحبك الذى يسير معك قال لك تعال معى دكان فلان وأنت لم تدخل الدكان ولكنك تفاجئت به دون قصد يخرج من داخل الدكان وفى يده الشيشة أمام صاحبك
الغريب أننى أو صاحبى لم نذكر أبدا تلك الواقعة واسم صاحبها هذا لأى أحد وحتى لم يذكر أحدنا بها الأخر سترا عليه وحرصا على سمعة عائلته
الرجل الستينى لم يكتف بافساد علاقتى بالرجل وإنما سلط على أحد أولاده وهو رجل أربعينى المفروض أن له عقل وكنت كلما ألقيت عليه السلام لا يرد ولكن ينتظر بعد أن أسير قليلا ويقول يا أس
بالطبع تجاهلته حتى بطل يقولوها ولم أعد ألقى عليه السلام هو الأخر وأما أولاده الأخرون وأحفاده فما زالوا يردون السلام
بصراحة من كلمنى عن الشتم هو من حزنت عليه لأنه صدق جليسه لأنه لسنوات طويلة كان يرد السلام وكنت وأنا أسير ألمح فى عينيه وأنا أمر دون ألقى السلام نظرة حزن على ما قاله لى ولكنه لم يوقفنى ويقل لى ألق السلام
وكل منكم بالتأكيد قد قابل أمثلة مما حكيته هنا ويجب أن نتعامل بحكم الله فى أى مسألة ونحاول تفادى المشاكل قدر المستطاع حتى ولو كانت هذه المشاكل سببها خير أنت تقوله أو تصنعه